عبد المنعم بدوى
كل يوم تقع أعيننا على لص ، أو فاسد ذمه ، أو أخذ رشوه ، أو خائن أمانه ... ومن العجيب أن الفسده واللصوص يخدعون الناس بالحديث عن الشرف والأمانه والصدق ... فهم يحجون عاما ، ويعتمرون عاما ، والحجات والعمرات كلها بأموال مسروقه منهوبه .

وفيلم العار ـ بطريقه عبقريه ـ يناقش جدليه اخلاقيه فكريه مهمه : أختلاف المعايير وتناقضات نظرة الأنسان للصواب والخطأ ، وما يعتبره حلالا وما يعتبره حراما ، ويركز الفيلم عن السؤال : هل العار الحقيقى يكمن فى الفقر ونقص الأموال ، أم فى نقص وفقر المبادىء والأخلاق ؟؟؟

فقصه الفيلم عن تاجر عطاره وضعه المادى جيد جدا ، وسمعته طيبه ، لديه ثلاثه ابناء ذكور وبنت واحده ، أكبر أبنائه " كمال " لم يكمل تعليمه ، والزراع اليمنى لوالده فى تجارته وأمين سره ... والسر الذى يخفيه الأب عن زوجته وأبنائه أنه تاجر مخدرات مخضرم ويتخفى بتجارة العطاره .

فجأه يموت الأب فى حادث سير ، ويطالب الأبناء الأخ الأكبر بنصيبهم فى ميراث والدهم ، فيصدم الجميع بحقيقة والدهم الذى كانوا يرونه ملاكا فإذا به فاسد وتاجر مخدرات عتيد .

يتميز الفيلم بحواراته العبقريه التى تظهر مدعوا التدين والأخلاق وحب الخير والحقيقه التى يخفونها عن الناس بأنهم فسده ومعدومى الضمير ، ففى أحد الحوارات :

ــ العار فى فقر النفوس .. مش فى فقر الفلوس
ــ أنت معايا ولا معاه ... ماتفرقش كلنا مع الشيطان
ــ الحشيش إللى بنشربه ده حلال ولاحرام ؟ ماتفرقش : اذا كان حلال أدينا بنشربه ، وإذا كان حرام أدينا بنحرقه .

يختتم الفيلم بصراخ كمال " نور الشريف " ... " شقى عمرى ضاع فى الملاحه " ...

والحقيقه أنه شقى عمرنا نحن المخدوعين والمضحوك عليهم هو " الذى ضاع فى الملاحه " !!