شهد مركز شباب عين الصيرة وقوع حادث إصابة 16 طفلا باختناق داخل حمام السباحة، مساء الإثنين الماضي، نتيجة وجود كمية من الكلور الزائد في المياه، حيث كشف أحد مسؤولي حمام السباحة  أن الفني المسؤول عن صيانة وتنظيف الحمام أضاف الكلور عن طريق فتح الإسطوانة الخاصة به خلال وجود الأطفال داخل الحمام، على عكس ما يحدث كالعادة بإضافة الكلور في نهاية اليوم.

 
وتحفظت النيابة العامة بالقاهرة على 4 من مسؤولي مركز الشباب، وتواصل التحقيق في الواقعة، فيما زار الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، مركز الشباب للوقوف على تفاصيل وملابسات الحادث، كما توجه لمستشفى الدمرداش لزيارة المصابين والاطمئنان عليهم.
 
حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فالاستنشاق أو الهضم أو الامتصاص طرق ثلاث يمكن عن طريقها دخول المواد الكيميائية للجسم، وجميعها متاحة وممكنة في حالة الكلور الخاص بحمامات السباحة، والذي تسبب زيادة نسبته للعديد من الأمراض الصدرية والجلدية والخاصة بالعين، والتي من الممكن أن تصل للسرطان.
 
منظمة الصحة العالمية: زيادة نسبة الكلور في حمامات السباحة يسبب أمراض عديدة
ووفقًا لتقرير لمنظمة مكافحة الأمراض فإن التعرض للكلور الزائد أثناء السباحة يمكن أن يكون عامل خطورة ويتسبب في حدوث الربو أو أمراض الجهاز التنفسي، كما يمكن أن يسبب ما يعرف بـ "التهاب لسان المزمار" وهو التهاب يحدث في البلعوم بسبب عدوى بكتيرية تشبه الإنفلونزا، بسبب استنشاق الغاز الذي ينبعث منه الكلور.
 
البلع المستمر للمياه المحملة بالكلور يمكن أن يتسبب في مشاكل في الكلى أو الكبد، حسب تقرير المنظمة، كما يحتوي الكلور أيضا على مادة "هيبوكلوريت الصوديوم" وغيرها من المركبات المشابهة التي تؤدي إلى زيادة الاحتمالات للإصابة بسرطان الكبد.
 
المنظمة أشارت إلى أنه يمكن إلقاء اللوم على المياه المحملة بالكلور في زيادة نسبة الإصابة بسرطان الجلد كل عام، فالتعرض المستمر لمدة طويلة للكلور الموجود في المياه يمكن أن يسبب إنتاج مادة سامة والتي تسبب الطفح أو إصابة الجسم بأي عدوى أخرى، كما يمكن أن تسبب السرطان القولوني بسبب مادة "التراي هالوميثان" الثانوية المسؤولة عن نمو الخلايا السرطانية في القولون.
 
مدرب سباحة: عوامل عديدة تتحكم في نسبة الكلور المستخدمة في حمامات السباحة
النسبة الصحيحة للكلور في حمامات السباحة ليست ثابتة ويتحكم فيها عدة عوامل، حسب خالد محمد أحمد، كبير مدربي السباحة في إحدى الأكاديميات الرياضية بالتجمع الخامس مدرب سباحة، وأهم تلك العوامل نوع الكلور المستخدم والشركة المصنعة له وجودته وتركيزه.
 
وأضاف في تصريحات لـ"الوطن" أن النسبة تعتمد كذلك على مساحة حمام السباحة وإذا ما كان مغمورًا بالمياه "overflow" حيث تتغير المياه فيه تلقائيًا، أو كان غير مغمورًا ويحتاج لتغيير المياه بشكل يدوي، بالإضافة إلى نوع ماكينات المياه الموجودة به وسرعتها وهل يتم تنظيفها من الشوائب باستمرار أم لا.
 
استخدام مواد كيماوية أخرى في مياه حمام السباحة يتحكم في نسبة الكلور، وفقًا لتأكيد مدرب السباحة، فالنسبة حال استخدام "الشبّة ومية النار" تختلف في حال عدم استخدامهم، كما أن تنظيف الحمام بالمكنسة يوميا من الرواسب التي تتسبب فييها الشبّة من عدمه يتحكم في نسبة الكلور المستخدم في المياه.