في مثل هذا اليوم 2 سبتمبر عام 31 قبل الميلاد وقعت معركة أكتيوم، كانت معركة حاسمة في آخر حروب الجمهورية الرومانية وكانت بين قوات أوكتافيوس والقوات التي تأتمر بأمر مارك أنطونيو وكليوباترا السابعة ملكة مصر. 

وكانت ساحة القتال البحر الأيوني قرب المستعمرة الرومانية أكتيوم في اليونان، وكانت قوات أوكتافيان بقيادة ماركوس فيبسانيوس أجريبا والذي كان وزيرا في عهد أوكتافيان في حين كان مارك أنطونيو يقود قواته وقوات كليوباترا السابعة.
 
بعد ثلاثة عشر عامًا حان وقت مواجهتهما الأخيرة في معركة أكتيوم التي سجلت كواحدة من أهم المنعطفات التاريخية بعد حرب أهلية طويلة ودموية خرج يوليوس قيصر القائد الروماني الكبير منتصرًا ومتمنيًا عودة السلام أخيرًا إلى روما فخابت تمنياته. 
 
ما إن خرج من اجتماع لمجلس الشيوخ حتى تعرض للطعن المميت على يد أربعين من زملائه الأعضاء في مجلس الشيوخ ثم أعلن القتلة بزعامة بروتوس وكاسيوس اللذين كانا يومًا من أصدقاء قيصر أعلنوا فورًا أن هذه العملية كانت انتصارًا للحرية على الطغيان.
 
اوكتاڤيو كان بحاجة إلى أسطول يتناسب مع أسطول أنطونيو وكليوباترا، سنوات الحرب الأهلية وهجمات القراصنة حرمت روما من بحريتها الفعالة ولتخطي ذلك استخدم أوكتافيو بحيرة بركانية محمية خارج ناپولي.
 
وبدأ فيها بإنشاء أسطوله الكبير لأنها منطقة آمنة من الهجمات وما إن ينتهي من بناء السفن وتدريب طواقمها حتى ينزلها عبر قناة تفصلها عن البحر بأقل من نصف ميل واحد وفي هذه الأثناء كان آلاف الرجال والإسكندرية وأثينا ينكبون على العمل الجاد وكان أنطونيو وكيلوباترا يجهزان بناء جيوشهما وأساطيلهما الخاصة أيضًا.
 
وكانت مصر في هذا الحين تعرف بأنها صاحبة واحدة من أهم حضارات بناء السفن وكانت سفن كليوپاترا ومارك أنطونيو في معظمها خماسية المجاديف ضخمة.
 
توافق ذلك مع القوة الرومانية لأنطونيو التي بلغت تسعين ألف رجل ما جعلهما يثقان بالنصر الأكيد وحصل هذا قبل عامين من المواجهة النهائية بين الطرفين في شهر مجاعة البحر كان أنطونيو قد ثبت قاعدة له في بلدة صغيرة تعرف بأكتيوم مخبرو أوكتافيو أخبروه بالأمر فجعل قواته ترسو في أعالي الشواطئ محققًا بذلك أول هدف له فقد حاصر أنطونيو.
 
التقى الأسطولان خارج خليج أكتيوم صبيحة 2 سبتمبر 31 ق.م. وكان مارك أنطونيو يقود 230 سفينة حربية خلال المضايق متجهًا للبحر الواسع وهناك قابل أسطول اوكتاڤيان يقوده الأدميرال أگريپـّا.
 
كامل أسطول اوكتافيان بقي بحذر خارج مرمى أنطونيو وبـُعـَيـْد منتصف النهار اُجبـِر أنطونيو لأن يمد خطوطه خارج نطاق حماية الساحل لكي يشتبك مع العدو.
 
وما أن رأى أن سير المعركة يسير في غير صالح أنطونيو حتى انسحب أسطول كليوپاترا إلى عرض البحر بدون مشاركة وقد انسحب مارك أنطونيو إلى سفينة أصغر ومعه العلم ونجح في الفرار من المعركة آخذًا معه بعض السفن كمرافقين لكسر خطوط حصار اوكتاڤيان أما السفن الباقية فلم يكونوا بنفس الحظ فأسطول اوكتاڤيان أمسك ببعضهم وأغرق الباقي.