لفتنى الصديق الأريب الدكتور يحيى طراف إلى حكم القاضى الإنجليزى على مواطن إنجليزى وجه لمحمد صلاح على حسابه بتويتر تعليقات عنصرية دينية، بالسجن لمدة ستة أسابيع مع إيقاف التنفيذ لمدة عام، ومائتى ساعة خدمة عامة دون مقابل، رغم أن متابعيه على تويتر لا يزيدون على الثلاثة عشر متابعًا. وقد قبضت عليه الشرطة الإنجليزية من منزله!!.

يحدث هذا رغم أن محمد صلاح ليس مواطنًا بريطانيًا. بينما فى مصر تتدفق التعليقات العنصرية ضد المسيحيين، ليس على مواقع التواصل الاجتماعى فحسب، بل وفى الفضائيات وفى الجوامع وفى كل المجامع، وهم مواطنون مصريون.

وأزيد عليه ولا أزايد عليه، وأزيده من الحزن بيتًا، بل ويصدرون فتاوى تكفرهم، وتصمهم بالكفار، فجر فاجر فى تصدير الكراهية والتحريض عليهم والتضييق عليهم، تخيل يظهر «عبدالله رشدى» على الهواء فى فضائيات مصرية يكفر المسيحيين، وينقلب إلى أهله فرحًا مسرورًا، ولايزال على منهجه فى التكفير ويصر عليه ويمتلئ تويتر بمقاطع كريهة يبخ فى آنية المسيحيين سمًا زعافًا دون أن يمس طرف ثيابه.

تخيل حجم الإساءات المتعمدة، التى صدرها ويصدرها «ياسر برهامى»، لعموم المسيحيين، يكفرهم، ويزدريهم، ويستبيح دينهم، ويفتى بكراهية جيرتهم وتهنئتهم وكنائسهم، ولا يعاقب ولا يقاطع ولا يخرسه قضاء ولا تقطعه دولة، بل ويكافأ بالعودة إلى الخطابة، يخزقون أعيننا جميعا وليس إخوتنا المسيحيين فحسب.

تخيل كل هؤلاء الكارهين الذين ينفثون سخامًا من هباب صدورهم فى وجوهنا كراهية وتحريضًا وتكفيرًا وتفسيقًا، تخيل خطيب مسجد مجهولاً يتوعد كاتباً علماً بحجم الصديق «خالد منتصر»، تخيل لو هذا الذى حدث كان فى بريطانيا، لكان كنس الشوارع حتى يعود إلى رشده، ولا يقرب وسائل التواصل بحكم قضائى.

للأسف هنا تدليس مجتمعى جمعى يسمح لهؤلاء الكارهين بالاستمرار فى بث الكراهية بين الناس، المناخ الكريه يسمح لهؤلاء بأكثر من هذا، دعايات الكراهية بلغت حدًا خطيرًا دون معقب أو تعقيب أو تعقب لهؤلاء، روح الكراهية متلبسة أجسادًا متلبدة المشاعر والأحاسيس، يتقصدون الآمنين فى قعور بيوتهم.

ما نراه فى بعض قرى المنيا ليس بعيدًا عن دعايات الكراهية، التى تفشت فى المجتمع المصرى، عقود وهؤلاء يغذون روح الكراهية، ويصمون المسيحيين بألوان من التكفير والتحقير والازدراء، لم ينجُ مصرى من العنصرية بألوانها، بدو سيناء وأهل النوبة حتى الصعايدة والمنايفة والدمايطة، وأهل الشرقية الطيبين تعرضوا لدعايات عنصرية، ناهيك عن المرأة المصرية، التى باتت هدفًا لكل موروثات الكراهية الذكورية الطافحة فى المجتمع.
نقلا عن المصري اليوم