أقباط متحدون-محرر الفيوم
"مسلة الفيوم"..أو ما تعرف بالإسم التاريخي لها، مسلة "سنوسرت الأول"..تقع في مدخل مدينة الفيوم، وأطلق على المنطقة السكنية المحيطة بها، نفس الإسم "منطقة المسلة"، والتي أصبحت من المناطق العمرانية المتميزة حاليا، بمدينة الفيوم، بعد أن كانت أراضي فضاء.
 
ظلت هذه المسلة، في مكانها منذ سنوات طويلة، دون أي أعمال تطوير، حتى تم تركيب رخام ووضع شرائط من النور حول قاعدتها، وبعض اللمبات للإضافة، خلال عملية تطوير بسيطة، نفذت خلال السنوات القليلة الماضية.
 
وبحسب سيد الشورة، مدير عام الآثار بمحافظة الفيوم، لـ"أقباط متحدون"، اليوم، فإن هذه المسلة تتميز بقمتها التي تستدير من الأمام إلى الخلف، وبها ثقب كان يثبت به تاج أو تمثال إله أو رمز معين، وهي تختلف عن المسلات الأخرى.
 
ويضيف: يعود تاريخها إلى عصر الدولة الوسطى الفرعونية، وبالتحديد  الملك سنوسرت الأول من الأسرة الـ 12، وعثر عليها مقسمة إلى 3 قطع  في قرية «أبجيج» جنوب مدينة الفيوم بنحو 3 كيلو مترات، وفي أوائل الخمسينيات.
 
وتابع: بدأ التفكير في نقلها من موقعها وسط الزراعات في القرية، وتم إجراء عمليات ترميم لها لنقلها إلى موقعها الحالي في مدخل مدينة الفيوم، وذلك في عام 1972م، ويبلغ ارتفاعها نحو 13 مترا، وعليها نقوش للآلهة سوبك، ورع، وأوزوريس، وهي من ضمن الآثار التي رسمها علماء الحملة الفرنسية خلال وجودهم في مصر.
 
ويؤكد مدير عام الآثار بالفيوم، أن هذه المسلة، قبل نقلها من «أبجيج» إلى موقعها الحالي، كانت السيدات يطفن حولها اعتقاداً منهن بأن ذلك يشفي من العقم ويسرع عملية الإنجاب. 
 
ويضيف: أقامها الملك سنوسرت الأول، تخليدًا لذكرى تحويل الفيوم إلى أرض زراعية، وهي من حجر الجرانيت الوردي، وتضمنت سطوحها الخارجية بعض النقوش التي تصور الملك في عدة مناظر، تارة بتاج الجنوب، وأخرى بتاج الشمال أمام عدة آلهة تمثل الشمال وأخرى تمثل الجنوب.  
 
وكان بعض الأثريين والمتخصصين، طالبوا بضرورة نقل المسلة من موقعها الحالي إلى مدخل المحافظة، سواء في منطقة كوم أوشيم أو ميدان عبدالمنعم رياض، بعد أن تزايد العمران، وارتفعت أدوار العمارات المحيطة بها، ما أدى إلى اختفاء المسلة عن الأنظار،  خاصة أنه عندما تم نقلها في أوائل السبعينيات كان الميدان والأرض المحيطة بها خالية من العمران، وكانت فريدة في الموقع يراها كل العابرون والزائرون للمحافظة ويهتمون بها.