وسيم السيسي
المفهوم الشائع عن زراعة القطن فى مصر أن زراعته بدأت فى عصر محمد على باشا إلى أن شرفتنى بالزيارة إلى منزلى الآثارية فينيس إبراهيم شحاتة، وعرفت منها أن محمد على باشا لم يُدخل زراعة القطن فى مصر، ولكنه استورد أنواعاً جديدة، كما أدخل صناعة القطن فى مصر، تذكر فينيس أن هيرودوت ذكر زراعة القطن فى مصر وأطلق عليه اسم: WOOD WOOL والترجمة الحرفية صوف الخشب! كذلك: PLINY بلينى ذكر أن الملابس القطنية كان الكهنة المصريون يلبسونها، كذلك CROWFOOT ذكر سنة 1911 أن ثروة كوش والنوبة كانت من تجارة القطن فى الزمن القديم.

أكد علماء المصريات أن مصر عرفت زراعة القطن منذ عام 1600 ق.م. أى منذ 3600 سنة مضت! تحقق هذا الكلام كله بواسطة فريق العمل المكون من فينيس إبراهيم، وإسلام إبراهيم، وأسامة شكرى، وسارة أحمد، الذين اكتشفوا ثلاث مومياوات بمنطقة المطرية، واحدة من هذه المومياوات الثلاث وجدوا طبقة من القطن بالبذور ما بين الجلد والكتان، تم عمل الصيانة بالمخزن المتحفى بعرب الحصن بالمطرية، يعود تاريخ هذه المومياوات إلى العصر المتأخر، الشىء المؤسف أنه لا توجد عن هذه المومياوات أى معلومات فى أى سجل!

تقوم بأبحاث القطن دكتورة سامية الميرغنى، ورئيسة فريق العمل الآثارية فينيس إبراهيم، والتى لها كتاب بالإنجليزية عن الأسنان فى مصر القديمة بعنوان:

DENTISTRY AND LETHAL DISEASES IN ANCIENT EGYPT.

تحدثنا فيه كيف كان أجدادنا يقومون برد الفك المخلوع بنفس الطريقة التى نقوم بها الآن «بردية أدوين سميث الطبية».

كذلك أول من صمم فرشاة الأسنان هى مصر القديمة، وهى تماماً كفرشاة الأسنان الحالية إلا أن اليد قصيرة.

كذلك حشو الأسنان المكون من سلفات النحاس والعسل الأبيض والصمغ، وكيف ظل العالم يستخدم هذه التركيبة من الحشو حتى 1948م.

أما عن تسوس الأسنان فقد كان قليلاً بسبب عدم وجود السكر الذى لم تعرفه أو تصنعه البشرية من قبل، كذلك الحنكت «البيرة»، كمشروب قومى به تتراسبكين «مضاد حيوى» قاتل للبكتيريا «جون 1999م».

كذلك تثبيت الأسنان بأسلاك من ذهب دقيقة جداً قطرها 0.35 ملم، أى خمسة وثلاثين بالمائة من الملليمتر!! والأعجب هو الثقوب الدقيقة داخل كل سنة!!

وأخيراً زراعة الأسنان، وكيف أن السنة أو الضرس المزروع يثبت إذا كان من توأم توفى، ولا يثبت إذا كان من قريب أو غريب!

وعمار يا مصر! ماذا تركتِ لغيركِ بعد ذلك؟!.
نقلا عن المصرى اليوم