حمدي رزق
صور المتعافين من الإدمان فى حفل ختام الدورى الرياضى لكرة القدم للشباب المتعافين من الإدمان، الذى أقيم بالمركز الأوليمبى بالمعادى، تفرح القلب الحزين، 160 شابًا عادوا من غيبوبة الإدمان إلى الحياة، يحرزون أهدافًا لطالما حرموا منها، ويقفزون عاليا فرحين بالانتصار على غول الإدمان.

أغبط الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن، على منجزها، وأشاركها فرحتها بجيل من المتعافين من الإدمان، صندوق مكافحة الإدمان يعمل فى صمت، ولكنه ينجز الكثير، تخيل أن هذه الوجوه النضرة الضاحكة المستنيرة كانت قبل شهور وجوهًا عليها غبرة ترهقها قترة، كانوا يتخفون من الناس فى قعور بيوتهم، يخشون الخروج إلى الحياة.

إعادة شاب إلى الحياة من مقبرة الإدمان استثمار فى المستقبل، وإحصائيات الصندوق تؤشر على نجاح محقق لحملة «أنت أقوى من المخدرات» التى سيرها رجل نذر نفسه لإنقاذ شباب مصر من هاوية الإدمان، عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن، مدير الصندوق، حالة إنسانية قبل أن يكون خلية وزارية نشطة.

عشت يومًا أو بعض يوم مع نخبة من شباب الصندوق، خلية من العمل العلمى الطبى المنضبط، شباب ينقذ شبابًا، وخط ساخن عليه ملائكة رحمة، يستقبلون المكالمات بمهنية واحترافية مع توافر السرية المطلقة، ليس غريبًا أن ترتفع ثقة الأسر المصرية بهذا البرنامج الذى يستحق إمكانات أكبر واعتمادات مضاعفة، منتجات هذا الصندوق فرز أول، شباب طموحون، يعودون إلى الحياة من ثقب إبرة، ولكنهم مقبلون على الحياة بمشروعات منتجة وتوفر لهم دخلا طيبا، تفتح بيوتا كانت أغلقت من كلفة الإدمان والقهر والحزن الدفين.

تخيل أن شباب المتعافين تحولوا إلى أكبر حملة دعاية إيجابية لهذا البرنامج الوطنى، أصبحوا ألسنة البرنامج، ويتولون استقبال الراغبين فى العلاج، ودعوا الخشية، واحتفوا بالنور يفج فى حيواتهم التى كانت مظلمة، تخيل التحول الحادث من حال إلى حال، من حال الضعف والهزال والترنح فى الطرقات إلى حال الصحة والقوة والمنافسة على حجز مقعد فى قطار الحياة.

تخيل وسط هذا الظلام تفتح طاقة نور عبر هاتف بخط ساخن، يضربه المدمن أو أحد من المحبين، ساعتها تنور الدنيا، وتفتح الأبواب، ويهل الفجر بنوره الوردى بيصبح، هاتف من السماء، يقود الخطى نحو الحياة، الخطوة الأولى صعبة، لكن تتلوها خطوات، وكل خطوة تقرب من الشفاء، يتوفر لهذا المركز نخبة من الأطباء الذين أقسموا على إنقاذ المدمنين من هذا الوباء.

مشكور كل من يمد يديه لإعانة هذا البرنامج الطموح، مشكور نجمنا الدولى محمد صلاح، الذى أكرم البرنامج بجملته الشهيرة «أنت أقوى من المخدرات»، وأنتظر مساهمات من نجوم محبوبين، من عمرو دياب ومحمد منير وأنغام، أنتظر «وقفية» من أثرياء مقدرين للإنفاق على هذا البرنامج من وسع ليتوسع، وإتاحة فرصة عمل للمتعافين، باب رزق، شغل المدمن طريق للخلاص النهائى من رحلة الإحباط.
نقلا عن المصرى اليوم