قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن لمصر موقفا ثابتا وواضحا ومحددا فيما يتعلق بمدينة القدس وضرورة الحفاظ على المقدسات الإسلامية بها، وذلك إلى حين الوصول للوضع النهائي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. 

 

وأضاف أستاذ العلوم السياسية - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء- أن مصر قد أكدت على موقفها في كلماتها أمام العالم وفِي اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وكذلك أمام الرئيس الأمريكي نفسه بأنه لابد من إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية والحفاظ على وضع المقدسات الإسلامية بالمدينة.
 
وشدد على أن الموقف المصري مؤثر ومهم للغاية خاصة أن لمصر دورا تاريخيا ومحوريا في القضية الفلسطينية فضلا عن أنه دور مباشر وكاشف لحقيقة ما يجري داخل الأراضي المحتلة. 
 
ولفت إلى أهمية التنسيق المصري الأردني الفلسطيني خلال الفترة الأخيرة وفِي هذا التوقيت تحديدا، في إشارة إلى زيارة ملك الأردن عبدالله الثاني إلى القاهرة منذ نحو ثلاثة أسابيع (نهاية يوليو الماضي)، فضلا عن الاتصالات المستمرة والجارية بين القيادة المصرية والرئيس الفلسطيني محمود عباس للحفاظ على وضع المقدسات الإسلامية.
 
وأكد على أن دعوة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان، لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى بما يقضي بتقسيم ثنائي ما بين الفلسطينيين والإسرائليين، تأتي مخالفة لنص الاتفاق بين فلسطين وإسرائيل والأردن والمعروف باسم "الاتفاق الثلاثي للمقدسات الإسلامية" والذي يعطي حق الإشراف على المقدسات الإسلامية بالقدس لملك الأردن.
 
ونوه بأن تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أو غيره من المسئولين الإسرائيليين في هذا الشأن هي بمثابة "جس نبض" للأطراف المعنية وخاصة الجانبين الفلسطيني والأردني؛ نظرا لأن القضية ليست تقسيم أو تنظيم عملية الدخول والخروج للمسجد بل إنهاء الاتفاق الثلاثي.
 
ووصف الدكتور طارق فهمي دعوة وزير الأمن الإسرائيلي بـ"الاختبار" لما سيجرى خلال الفترة المقبلة لتنفيذ ما يعرف "بخطة 2050"، وهي خطة استيطانية لتغيير معالم القدس بالكامل ونهاية الوجود العربي بالمدينة وإعدام أو ترحيل وطرد آلاف الأسر المقدسية وبناء القدس الجديدة، محذرا من أنها الخطة الأخطر؛ لأنها تستهدف تهويد مدينة القدس بالكامل استكمالا للمخطط الشهير 2020 الذي بدأ تنفيذه منذ نحو 40 عاما ويستهدف بناء الأحزمة الاستيطانية حول مدينة القدس، منوها: "إذن الموضوع مرتبط بمخطط كامل جاري تنفيذه". 
 
وحذر من الانشغال بالحديث عن قضية اقتحامات الأقصى أو إعطاء فرص لقطعان المستوطنين بالدخول للمسجد أو الانشغال بعملية التنقيب والحفر والهيكل المزعوم؛نظرا لأن "كل ذلك يعتبر تغطية على مخطط الحكومة الإسرائيلية والمعروف بمجلس المستوطنات القومي في إسرائيل والذي أقر ببداية تنفيذ خطة 2050".
 
وقال الدكتور طارق فهمي إن "عام 2050 ليس بعيدا وذلك نظرا لأن المشروعات التي يقوم بها الإسرائيليون وعمليات التهويد من الممكن أن تنفذ على مدار نحو عشرين عاما".
 
وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان، قد دعا إلى تغيير الوضع القائم في مدينة القدس ليتمكن المستوطنون اليهود من أداء طقوس تلمودية في الحرم القدسي، فيما استنكرت كل من فلسطين و وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية هذه التصريحات.