في عام 1992، طلب الوالد من ابنته لينيا، أن تشتري له قطة، فعادت للمنزل وهي تحمل 15 قطة صغيرة، أما اليوم وبعد مرور أكثر من ربع قرن على ذلك اليوم، تقطن أكثر من ألف قطة بمنزل لينيا لاتانزيو، الذي تركته لهم لتعيش بمقطورة لم تخل من القطط كذلك!

مملكة القطط
“عشت على مدار حياتي مع أكثر من 28 ألف قطة”، بهذه الكلمات بدأت لينيا، السيدة الستينية، تحكي عن حياتها الفريدة التي اقتحمتها القطط برضى منها، منذ يوم طلب فيه والدها شراء قطة واحدة فحسب، لتعتاد المرأة الحنونة منذ ذلك الحين، العودة للمنزل وهي تصطحب معها ضيوفا جددا من تلك الحيوانات الأليفة والمشردة أحيانا، في كل مرة.

ساهمت المساحة الشاسعة لمنزل لينيا الفاخر والمطل على الأرض الواسعة، بولاية كاليفورنيا الأمريكية، في سهولة زيادة أعداد القطط يوما بعد الآخر، حتى تجاوز العدد حاجز الألف قطة، ليصبح تواجد لينيا مع حيوناتها الأليفة بالمنزل أمر شبه مستحيل، الأمر الذي لم يدفع السيدة المسنة للاستغناء عن القطط أو حتى تقليل أعدادها، بل تركت لينيا البيت لهم، لتعيش بمقطورتها الخاصة في الأرض المقابلة للمنزل، التي لم تخل بالرغم من ذلك من عدد من القطط المحبة للينيا.

 تحكي لينيا: “لم يصبح لي مكان في المنزل، امتلأت غرفتي الخاصة بنحو 60 قطة، لذا قررت إنهاء الأمر على طريقتي”، لتنتقل لينيا للسكن بمقطورة صغيرة، أمام المنزل الذي تحول بمساعدة بعض المتطوعين، إلى ملجأ لقطط الشوارع، ومقر علاج بيطري، بعد أن حصلت لينيا على شهادات تؤهلها للإشراف على علاج الحيوانات الأليفة.

منزل يتحول إلى ملجأ
لم يكن من السهل على لينيا، أن تحول منزلها الكبير إلى ملجأ ومقر علاج للقطط، حيث تطلب الأمر استغناء ابنة ولاية كاليفورنيا، عن منزلها، وعن خاتم زواجها الذي باعته، لأجل الإنفاق على الملجأ، إضافة إلى تكوين فريق من المتطوعين، قادر على الاعتناء بالقطط دون الحصول على أي مقابل.

تقول لينيا: “لم يكن بمقدوري أن أربي القطط في منزلي وأنا صغيرة، إذ رفضت أمي ذلك تماما حينئذ”، مختتمة حديثها بالقول: “أما الآن وبعد أن حققت هذا الحلم القديم، تبقى لي أن أقوم بعرض تلك القطط للتبني، لتعيش وسط عائلات صغيرة بصورة طبيعية، وتحصل على الاستقلالية التي تستحقها تلك الكائنات البريئة، بعيدا عن السكن في الملاجئ الزاخرة بمئات القطط الأخرى”.