عبد المنعم بدوى
التوازن من الأشياء الهامه ، والإخلال بالتوازن يؤدى إلى كارثه ... إن محاولة الحصول على لبن البقره ولحمها معا ـ من المستحيل ـ فإذا فكرت أن تشرب اللبن فأستبعد أن تذبح البقره ، وإذا قررت الحصول على قطع اللحم ، فوطد نفسك على أنك لن تذوق طعم اللبن بعد الأن .

هذا مايطلق عليه التوازن ... فى كل المجتمعات يوجد الأغنياء ويوجد الفقراء ، ويوجد اللصوص ويوجد الشرفاء ، وهو أمر ليس مستغربا أو شاذا ، لكن السؤال دائما هو مع من تقف القياده السياسيه ؟؟

جمال عبد الناصر وأنور السادات كلاهما عاش الفقر فى حياته ... لكن عبد الناصر قاومه وإنحاز للفقراء ، والسادات هرب منه ، وإنحاز وإنضم الى الأغنياء ، وسار على هذا النهج من بعده جميع الرؤساء ( حسنى مبارك ـ السيسى ) .

أتصور أن الطريقه المثلى للتوازن بين حقوق الأغنياء وحقوق الفقراء ، هو الحفاظ على حقوق الإنسان الفرد ( غنى وفقير ) وإتاحة الفرصه لكليهما فى جميع المجالات وتقديم الحمايه والمساواه والعدل بينهما ومنحهما الحريه فى التفكير الحر وإبداء الرأى فى الرفض أو القبول .

ألمناسبه
تهديد السيسى فى خطابه أمس بأنه لن يسمح للفساد أو السطو على المال العام بأى حال من الأحوال .

أقول للرئيس : أنه عندما تضيق دائرة الحريات ، وتتسع دائرة التكميم ، وينتشر القهر والنفاق ، سيكون من الصعب عليك ياسيادة الرئيس أن تعثر على مدير شريف أو مسئول أمين ، أو طبيب ماهر ، أو لاعب كره فنان ، أو كاتب عبقرى موهوب ... بينما ستجد بسهوله عددا كبيرا من البشر الماهرين فى السرقه والأختلاس ، ومثلهم الماهرين كل المهارات فى تمزيق جسد الوطن وتدمير منشأته .

كم من الأعوام تحتاج المجتمعات لصنع ملحن عبقرى واحد أو مهندس عبقرى واحد أو شاعر عبقرى واحد ... وكم من الأعوام تحتاج لصناعة شخص متخلف جاهل يذبح وبفجر ويدمر ويحرق ... ؟؟؟؟