كتبت – أماني موسى
آثارت واقعة محاولة الطبيب الشاب الجراح مايكل هلال، الانتحار وتصوير الأمر عبر الفيسبوك، الجدل، ما بين متعاطف ومعارض، لكن الواقعة تبقى مثيرة، مؤثرة، تستدعي التعرف على سبب كل هذه المعاناة التي خاضها الجراح الشاب وأوصلته إلى هذا الأمر.

نهاية الحكاية، بقيام طبيب شاب من محافظة الأقصر، أمس الأربعاء، بمحاولة الانتحار وقطع شرايين يديه وقدميه للتخلص من حياته بعد إصابته بحالة نفسية سيئة، وإصابته بجلطة يعلم تأثيرها الجسدي المرير بحكم عمله كطبيب.

وتمكن رجال الشرطة والأطباء بمستشفى أرمنت التخصصى من إنقاذه من الموت وإسعافه، ونقله فى الحال لتلقى العلاج اللازم بالمستشفى.

حيث تلقت غرفة النجدة إخطارًا من صيدلي يفيد أن شقيقه مايكل هلال، الذي يعمل طبيب بمستشفى الشيخ زايد حاول الانتحار بقطع شرايين يديه وقدميه، وتم على الفور إخطار رجال الشرطة بمركز أرمنت واستدعاء سيارة إسعاف ونقله لمستشفى أرمنت التخصصى لتلقى العلاج اللازم، ونجح الأطباء فى إنقاذ حياته.

وصرح أحد العاملين بمديرية الشئون الصحية بمحافظة الأقصر، إنه تم التوصل إلى أن الطبيب الشاب يعانى من حالة نفسيه سيئة إثر إصابته منذ أسابيع بجلطة فى المخ مما أدى لحصوله على إجازة شهرين من العمل وأصبح لا يستطيع تحريك إحدى قدميه ويديه.


وكان آخر ما كتبه مايكل عبر حسابه بالفيسبوك قبل الانتحار "أنا استسلمت.. الحياة قاسية وكلها معاناة ولا تستحق".

مشيرًا إلى أن أسرته كانت تعنفه كثيرًا وبخاصة شقيقه ووالدته.

وتوالت الدعوات بالشفاء للطبيب الشاب، الشفاء الجسدي وأيضًا الشفاء الروحي من الاكتئاب.

وقال عنه علي الحلواني، انا اعرف مايكل من ٢٠١١ وعارف اد ايه هو انسان مخلص اوي وبيحب شغله جدا وجراح شاطر وقارئ ومثقف ..
مايكل زمان كان بوصلة سابقة عقول كتير اوي ، مايكل بيجمع حاجات كتير زي الثورة والعلم والفهم والعقل والجنون ، حالة مفيش منها كتير

مش قادر اتخيل شاب في التلاتينات يتصاب بجلطة في المخ وباعتباره دكتور يشخص الحالة أنها خطيرة جدا لدرجة اقصي ناس عاشت بعدها ٣ سنين وبعد كده يدخل في اكتئاب شديد يوصله أنه يقطع شرايين ايده وينتحر عشان يتخلص من كابوس اسمه الحياة.

قلبي معاك يا مايكل ، يارب تقوم وترجع للحياة وتتجاوز اصعب تجربة ممكن تعدي علي الإنسان.

وقد أوضح مايكل في منشور سابق له تفاصيل حالته الصحية والجلطة التي أصابته، قائلاً: بالنسبة للناس أللى متعرفنيش و ميعرفوش ال dimensions للى حصل.. أولا أنا نايب جراحة قلب.. الجلطة عملاقة فى المخ فى شريان كبير إسمه ال middle cerebral artery.. إل extend بتاع الجلطة عمل infarction و ischaemia يعنى نقص فى التروية الدموية.. فى الفص الصدغى كله أللى هو temporal lobe و أخد معاه فص تانى إسمه ال parietal lobe دول فصين من أربع فصوص فى النص اليمين أللى هو ال right hemisphere.. مفيش اى طريقة أعرف بيها مدى ال damage أللى حصل.. بس عموما الايد و الرجل الشمال مش شغالين.. إمبارح اكتشفت إن العصب السمعى طار و فقدت السمع فى الودن اليمين.. إنهاردة العصب التامن طار و فقدت التوازن تماما.. السيولة كان لازم تعمل نزيف داخلى.. اى حد

هيتوقع إنها تعمل نزيف فى المخ.. بس لحسن الحظ النزيف الداخلى حصل فى القولون.. معرفش إيه المراكز التانية فى الفصين دول ممكن يطيروا.. ممكن ماموتش من نزيف تانى أو سكتة قلبية و أفضل عايش بس هابقي عايش عاجز و مش هارجع للجراحة تانى و احتمال مقدرش ارجع الطب كله و ده أسوأ من الموت و مش متخيل حيآتى بالشكل ده.. أنا نفسيا كويس و مستعد.. أنا مكنتش متوقع كمية الحب أللى اديتوهالى.. أنا محظوظ جدا بيكم.. بالمناسبة فيه بنت كنت مرتبط بيها من سنتين اتصلت بيا بتقولى إنت بتلم تعاطف و اهتمام و عايزة تنصب عليا.. بجد والله.. ما
علينا.. أنا كويس.. و أنا آسف انى مش قادر أرد على حد أو أتكلم.. أنا مش قادر.. مش مش مهتم أو مش عايز.. أنا ماستاهلش الاهتمام ولا التعاطف يا جماعة.. أنا كطبيب شوفت مرضى حالاتهم أسوأ بكتير و شوفت أسر اتدمرت و ماتت بالكامل.. يعنى أنا شايف انى محظوظ فعلا.. الحياة عشوائية و عبثية و أنا مدرك ده تماما.. و قصة إن تحصلى كوارث صحية نادرة و مش مفهومة.. دى حاجة عادية.. أنا مش على راسي ريشة عشان أعيش حياة مستقرة.. شئ طبيعى انى اكون جزء من عبثية الحياة.. و أنا متصالح مع ده.. و بالمناسبة ال three years survival rate of massive stroke in young age is 5%.. ممكن تكون محظوظ تانى و أكون من ال 5% أللى ممكن يعيشوا تلات سنين
كمان.. فيه ناس عندهم طاقة إنهم يكافحوا.. أنا طاقتى إنتهت تماما.. الحياة لا تستحق الكفاح و المعاناة.. أنا عشت كتير و عرفت كتير و مريت بتجارب و خبرات تكفى 200 سنة.. أنا مش زعلان.. الخوف إحساس طبيعى.. أنا اختبرت مشاعر كتير و أخدت كفايتى من الحياة.. أخدت كفايتى من الألم و المعاناة.. و من الحب و من الكفاح و من الفرحة و اللحظات المسروقة و أخدت كفايتى من الذكريات.. أنا مش عارف بأقول إيه..

الموضوع مفيهوش استسلام ولا مقاومة.. ده المخ مش اى عضو تانى.. و اى دكتور عارف إن محدش يعرف إيه أللى ممكن يحصل بعدين خصوصا مع جلطة بالحجم العملاق ده.. دى المفروض إنها fatal stroke يعنى جلطة قاتلة .. ده كلام الكتب.. أنا مش عارف هل أنا محظوظ انى لسة عايش و مش في غيبوبة.. ولا أنا حظى سئ انى مموتش و باختبر مخى و المراكز بتموت بالبطئ.. بس أنا كويس فعلا.. و كفاية الحب أللى ماستحقهوش فعلا.. أنا مش أحسن من الناس أللى بتعانى من أمراض مؤلمة ولا أحسن من الناس أللى بتموت من الجوع فى اليمن مثلا.. و لو أنا باعانى و بأمر باختبارات و تجارب مؤلمة.. يبقي ده قدرى we dont chose our birth and we dont chose our death.. بس أنا عندى رفاهية انى أقدر ا chose my death when its unbearable.. ده تمن الحرية المطلقة ❤️❤️❤️