في ١٨٥٩، وفي مدينة «سولفرينو» التحم الجيشان النمساوي والفرنسي في معركة ضارية، وبعد ست عشرة ساعة من القتال المتواصل اكتظت ساحة القتال بنحو 40 ألف قتيل وجريح، وفي مساء اليوم نفسه وصل مواطن سويسري يُدعى هنري دونان إلى المنطقة في رحلة عمل، وهناك راعه المشهد الدموي، وقد كان الجرحى يئنون بسبب ندرة الخدمات الطبية، فوجه نداء إلى السكان المحليين طالبًا منهم مساعدته في رعاية الجرحى من كلا الجانبين المتحاربين، وعندما عاد إلى سويسرا نشر كتابًا بعنوان «تذكار سولفرينو».

 
وسولفرينو هذه كانت المدينة التي دارت عليها المعركة، وفي الكتاب وجّه نداءين إنسانيين، أولهما دعوة لتشكيل جمعيات إغاثة في وقت السلم، وثانيهما يدعو فيه المتطوعين الذين يتعين عليهم مساعدة الخدمات الطبية التابعة للجيش وحمايتها بموجب اتفاق دولي، و«زي النهارده» في ٢٢ أغسطس ١٩٦٣ تشكلت جمعية «جنيف للمنفعة العامة» لإمكانية تطبيق أفكار دونان، ولم تكن هذه الجمعية سوى النواة الأولى للصليب الأحمر.