تصاعدت حملة التيارات السلفية ضد الاحتفالات بالمولد النبوي قبل أيام من الاحتفال الرسمي، ونشرت صفحات السلفية فيديوهات لقيادات السلفية تحرم فيها الاحتفال بالمولد النبوي.

الدكتور محمد حسان القيادي السلفي وصاحب قناة "الرحمة" الفضائية: الاحتفال بالمولد أن نجتب نهيه ونبلغ دعوته ونطبق سنته ونحب رسول الله حب يفوق حبنا لأبنائنا وأنفسنا وأبنائنا، وقدر رسول الله في قلوبنا أعظم من أن نحتفل به يوم كل عام.


الشيخ أبوإسحاق الحويني المحدث السلفي، كما يصفه تلاميذه، اعتبر أن الاحتفال بدعة، وأن الصحابة هم أفضل منا في حب الرسول وأولي للاحتفال به، ولو كان الاحتفال هو مظهر من مظاهر حب الرسول لفعلوا ذلك.


الشيخ مصطفى العدوي عضو مجلس شوري العلماء السلفي أفتى عبر برنامج على قناة "الندى" السلفية بأن الاحتفال بالمولد بدعة أمر محدث ولم يفعله الرسول والصحابة والتابعين.


الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، قال في درس له إن الاحتفال بالمولد النبوي "بدعة"، ولا يوجد في الكتب ما يسمى الاحتفال بالمولد النبوي، وأن دواوين الإسلام كلها تخلو من الاحتفال بهذا اليوم.


محمد حسين يعقوب الداعية السلفي قال إن رسول الله لم يولي في الثاني عشر من ربيع الأول، فهذا اليوم الذي يحتفلون فيه خطأ، وهو بدعة منكرة.


في المقابل رفضت دار الافتاء تلك الفتاوي معتبرين إياها شذوذا عن الفكر الإسلامي.

وقالت الدار في فتوى لها عبر موقعها الرسمي: الاحتفالُ بِمولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ" رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشُكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف؛ فكان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم.

وكذلك يَجُوزُ الاحتفالَ بموالدِ آل البيتِ وأولياء الله الصالحين وإحياءُ ذكراهم؛ لما في ذلك من التأسي بهم والسير على طريقهم، ولورود الأمر الشرعي بتذكُّر الصالحين؛ فقال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾، ومريم عليها السلام صِدِّيقةٌ لا نبية، وكذلك ورد الأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾، ومِن أيام الله تعالى أيامُ الميلاد لأنه حصلت فيه نعمةُ الإيجاد، وهي سبب لحصول كل نعمة تنال الإنسان بعد ذلك، فكان تذكره والتذكير به بابًا لشُكر نعم الله تعالى على الناس.

مركز الأزهر للفتوى قال إن الاحتفال بميلاده صلى الله عليه وسلم تعظيمٌ واحتفاءٌ بالجناب النبوي الشريف، وهو عنوان محبَّته التي هي ركن من أركان الإيمان.

والمراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي: يقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا، فميلاده كان ميلادًا للحياة.

وكرَّم الله تعالي أيام مواليد الأنبياء عليهم السلام وجعلها أيام سلام؛ فقال سبحانه: ﴿وسَلَامٌ عليه يَومَ وُلِدَ﴾، وفي يوم الميلاد نعمةُ الإيجاد، وهي سبب كل نعمة بعدها، ويومُ ميلاد النبي -صلي الله عليه وسلم- سببُ كلِّ نعمة في الدنيا والآخرة.

وكان النبي -صلي الله عليه وسلم- إذا سُئِل عن صوم يوم الاثنين، فقال: «ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فِيهِ»، وهذا إيذانٌ بمشروعية الاحتفال به صلي الله عليه وسلم بصوم يوم مولده.

قال السخاوي رحمه الله: ثم ما زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون في شهر مولده صلي الله عليه وسلم وشرف وكرم يعملون الولائم البديعة المشتملة علي الأمور البهجة الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور، ويزيدون في المبرات بل يعتنون بقراءة مولده الكريم وتظهر عليهم من بركات كل فضل عميم، وعليه: فالاحتفال بميلاده جائز، وهو من سبل إظهار المحبة لرسول الله صلي الله عليه وسلم.