حمدي رزق
تجاهل وزيرة الهجرة نبيلة مكرم لتصريحات النائبة الكويتية صفاء الهاشم يلخصها قول جبران خليل جبران: «أنا لا أجيد ثقافة الإساءة.. لكن بالمقابل أتقن مبدأ التجاهل وبشدة»!!.

معلوم التجاهل صدقة جارية على فقراء الأدب، والنبيلة تتصدق بالتجاهل على النائبة، والأخيرة تستبطن حقدًا دفينًا على كل ما هو مصرى، ولسان حال النبيلة علاج الموتور بالتجاهل، وعوّد نفسك على التجاهل فليس ما يقال يستحق الرد.

لا تعليق رسمى، مصريا، على هراء الهاشم، وما تعوّدنا طول اللسان، وكل الاحترام لأهلنا فى الكويت، لهم فى القاهرة مطرح، وفى القلب مكان، وفى العقل مساحة لفهم واع، النائبة وما يصدر عنها شخصى بحت، واستثناء من قاعدة شعبية كويتية محبة ومرحبة بالمصريين.

الصمت الرسمى يغرى النائبة الطروب على مواصلة سلوكها العنصرى تجاه العمالة المصرية فى الكويت، موتورة لا تزال تلعق جراحها من يوم ألقمتها الوزيرة نبيلة مكرم حجرًا، وتروم ثأرًا، والحادث أن النائبة اِستمرأَت الهجوم على المصريين، وجاوزت المدى، ولا يمر أسبوع حتى تتجاوز، وكلما تعالت الحكومة المصرية على تجاوزاتها تجاوزت أكثر وأكثر، وتجاهلها من قبل وزراء الحكومة المصرية تَصرُّف حضارى معتبر، لأن ما بين الشعبين والحكومتين والقيادتين أبقى.

«جَر شَكَل» على أرضية عنصرية فجة تنطق بها النائبة الكويتية، تطمح لمعركة شخصية ترسمها بطلة فى عيون إخوان الخليج، تروم شعبية بإلقاء حجارتها على «برج القاهرة»، وتنتهك الأعراف الدبلوماسية والشعبية بغشومية لفظية، الملافظ سعد، ولسانك حصانك، لا تستفزى المصريين، أَلْسِنة المصريين (جمع لِسان) طويلة ولا تزال معلمة على خدودك.

لن أتداخل معها فى شأن العمالة المصرية المحببة من أهل الكويت، وتدلل عليها الأرقام المتصاعدة التى تفزع النائبة وتعتبرها كارثة، بل جريمة، أى منطق فى اعتبار زيادة أرقام العمالة المصرية فى الكويت جريمة، الجريمة أن يرتكب هؤلاء جريمة، ولكن جريمتهم فى نظر النائبة الطروب أنهم قَدِموا إلى الكويت بعقود عمل موثقة وباتفاقيات بين البلدين، أى كارثة فى قدوم عمالة كادحة إلى بلد شقيق طلبًا للقمة العيش مغموسة فى عرق الشقاء.

تحسبهم أغنياء من التعفف، العمالة تعرق فى الكويت لا تتسول، والتعفف عن الرد على النائبة من شيم المصريين، وأترك لأهلنا فى الكويت مؤنة الرد على صلف وعنصرية النائبة الموتورة، التى تفزعها العمالة المصرية، وتغض الطرف عن العمالة الآسيوية والعربية، فقط المصرية هى التى تضج مضجعها وتفزعها من نومتها صارخة مخنوقة قوى من المصريين، تفضل الهنود.

لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، وأعلم أنها تتحدث عن نفسها، ولا تعبر عن مكنون الشعب الكويتى، وأرجو أن تتفهم النائبة الطروب أن التعفف ليس ضعفًا ولا خشية، ولكنه سلوك راق تستبطنه الوزيرة النبيلة، وهى من الذكاء ألا تنجر لمعارك صغيرة مخططة جيدًا فى أقبية الجماعة المحظورة.
نقلا عن المصرى اليوم