شريف منصور

 تخيلوا أن في القاهرة شارع بأسم صائم الدهر الذي كسر انف ابو الهول ...و يوجد شارع رئيسي بأسم الخليفة المأمون الذي أتي مصر بجيشه و علق آلاف المصريين من جدودنا علي الأشجار مذبوحين ...و شارع بأسم السلطان سليم الذي ذبح عشرة آلاف مصري من العوام يعني خدهم من شوارع القاهرة من جدودنا برضه أحتفالآ بأنتصاره علي طومان باي و احتلاله القاهرة بدل ما يدبح عجول و خرفان ذبح بمن يسمي شوارعنا .

٢١١١١٩ عدد المذبوحين 
فى مثل هذا اليوم 10 مايو1517 م..
 
اول فوج من المصريين الصناع المهرة يرحل الى استانبول..
 
خرج الفوج اﻻول من الصناع المصريين المهرة بنائيين ونجاريين وحداديين ومرخمين ومبلطيين وشجن على مراكب من ميناء بوﻻق الى اﻻسكندرية ومنها الى استانبول وكانت تلك اﻻفواج منها المسلمين والمسيحيين واليهودواغلب الفوج اﻻول كان يهودا..وكان من ضمنه قضاة فالقاضى الشافعى شمس الدين الحلبى اراد ان ﻻيسافرولكن تم حمله عنوة واوسعه العثمانيين ضربا،وانزلوه المركب رغم انفه اما قاصى الحنفية بدر الدين بن الوقاد فقد اختفى تماما عن اﻻنظار،..واغتاظ العثمانيون من هروبه فعاقبوا الضامن له يونس نقيب بالجيش وبهدلوه وضربوه ،واﻻعداد المرحلة من القاهرة تراوحت بين اﻻلفى صانع وبعدة اﻻﻻف فى مصادر اخرى وقت ان كان سكان القاهرة 250 الف نسمة..وغرق 400 منهم جماعة اﻻعيان ،..وكل هذا بعد الفرمان الذى اصدرة سليم اﻻول او سليم الغازى بعد ان راى مدينة القاهرة وعمارتها واراد ان يجعل من استانبول قاهرة اخرى على ضفاف البسفور..!!
 
اعمال عسكر سليم الاول العثمانلية فى القاهرة المحروسة ..
قاموا بعملية نهب مصر بعد دخول سليم الاول القاهره يوم الاتنين 26 يناير 1517. حيث هجم الجنود الاتراك على جامع احمد ابن طولون وبيوت الناس و طردوهم منها لكي يتخذوها مسكنا لهم ولم يكتفوا بذلك بل هاجموا المساجد وخربوها و اقتحموا الجامع الأزهر و مدارس القاهره و اشعلوا النار فى جامع شيخون و البيوت المجاوره بل امتدت دائره العنف والبطش الي قتل الناس فى الشوارع واصبحت جثث المصريين ملقاه فى شوارع القاهره و مصر القديمه و يقدر عددهم الذين قتلوا بايدي الغدر والدين ما يقرب من عشره الاف مصري ولم يكتفوا الاتراك بذلك بل . و نهبوا العثمانليه الغلال لكي يأكلوا ويعيشوا علي انقاض الكرامه المصريه وتحولت حياه اهل مصر الي جحيم لا يجدوا المأوي ولا المأكل ولا المشرب ولا التعليم و دخلوا القرى و سرقوا مواشى و طيور الفلاحين ، و يحكى إبن إياس الذي عاصر الأحداث في كتابه العثمانيون ودمويتهم :
 
ان عساكر العثمانيه كانوا جيعانين و نفسهم قذره .. وعندهم عفاشه زايده فى نفوسهم و قلة دين .. و كانوا همج زى البهايم و انهم كانوا بيمسكوا الناس فى الشوارع و يقولوا لهم اشتروا نفسكم من القتل ، فكانوا بياخدوا من الناس مبالغ بيحددوها و ضاف : " وصارت أهل مصر تحت أسرهم " و إن " انفتحت للعثمانيه كنوز الأرض بمصر من نهب قماش وسلاح وبغال وعبيد وغير ذلك من كل شىء فاخر، و احتووا على أموال وقماش مافرحوا بها قط فى بلادهم، و لا استاذهم الكبير. و فك العثمانليه رخام قاعات القلعة و بيوت القاهره و نهبوا الكتب و المخطوطات اللى كانت موجوده فى المدارس ..!!
 
قبضوا على الصنايعيه و الحرفيين و التجار و الموظفين و غيرهم مسلمين على مسيحيين وفوقيهم اعداد من أعيان مصر و المشايخ و الفقهاء و رحلوهم على اسكندريه و نقلوهم بالمراكب من هناك بالنهايب على قاعدتهم اسطنبول اللى هى أصلاً كونستانتين وبل اللى نهبوها من البيزنطيين قبل ما يغزوا مصر بـ 64 سنه. المراكب نقلت المصريين على انطاليا و من هناك ودوهم على اسطنبول و فيه مراكب غرقت فى السكه كان منها مركب عليها 400 واحد من ضمنهم جماعه من أعيان مصر.
 
يقول ابن اياس عن موضوع نقل المصريين لإسطنبول : " ولم تقاس أهل مصر شدة من قديم الزمان أعظم من هذه الشده، ولاسمعت بمثلها فى التواريخ القديمه ". فى اسطنبول كان شاويشيتهم بيحتالوا على مصريين من اللى أسروهم و نقلوهم على هناك و بيقولولهم انهم حا يهربوهم على مصر فى السر فكانوا بياخدوهم و فى السكه كانوا بيسرقوا فلوسهم و حاجتهم و يقتلوهم و ما كانش بيبان ليهم اثر. بيقول ابن إياس : " وقد فعلوا مثل ذلك بكثير من أهل مصر ممن كان بإسطنبول.وقد امتدت اعمال التخريب والنهب المنظم من ترويع وقتل وخطف وتنكيل وعبوديه دون احترام للقيم المصريه ولا التقاليد الاسلاميه الوسطيه وكان هناك امراء وسلاطين اتراك قاموا بما هو اكثر من ذلك فمثلا
 
سليم شاه خرب فى مصر شهر قضاها فى السكر وسط الصبيان المرد.
سليم الأول قام بتخرب مصر حوالى شهر وقضى الفتره تلك فى لذاته و شرب الخمره و عيشته مع الصبيان المرد على حد قول ابن إياس ، و فى النهايه بعد ما خرب و نهب ما استطاع فعله هو وحاشيته ، جمع العثمانليه عدد كبير من سكان القاهره و ربطوهم بالحبال من رقابيهم و ساقوهم بالضرب على ظهورهم بالكرابيج لكي يسحبوا المكاحل النحاس ( المدافع ) اللى كانت موجوده فى قلعة الجبل عشان يضعوها فى مراكب فى النيل لنقلها لإستطنبول. سليم الأول عين خاير بك نائب له فى مصر فى أغسطس 1517 ، و فى 10 سبتمبر 1517 خرج سليم الأول بالطبل و الزمر من بيت ابن السلطان قايتباى وهو يرتدي قفطان أحمر فى موكب سار امامه خاير بك و الامراءو العسكر العثمانليه واتجه على الشام. و يقال انه خرج من مصر و معه ألف جمل محملين بالدهب و الفضه و التحف و الرخام و منهوبات كتيره جمعها فى فترة اقامته فى القاهره...!!
 
الخليفه العباسى القاهرى المتوكل على الله و عائلته كانوا ايضا من ضمن الناس الذين نقلهم العثمانيين على اسطننبول و اخذوا منه الأثار النبويه و هى " البيرق و السيف و البرده " و مفاتيح الحرمين الشريفين و نقلوهم على اسطننبول مع بقية المسروقات. بنقل الحرفيين و الصنايعيه من مصر قلت الاعمال الحرفيه والصناعيه فى مصر و يقال ايضا اختفت منها 50 صنعه و من وقتها دخلت مصر فى عصر انحدار صناعى و تلاشى مركزها الحضارى ، و بنقل الخليفه العباسى و كبار رجال الدوله ضاع من مصر كمان مركزها الدينى و السياسى.
 
بيقول ابن إياس إن من العجايب إن مصر بقت نيابه بعد ماكان سلطان مصر أعظم السلاطين فى كل البلاد و حاوى مُلك مصر اللى افتخر بيه فرعون لما قال : أليس لى ملك مصر ، و اتباهى بملك مصر عن كل ممالك الدنيا ، وضاف : " ولكن ابن عثمان انتهك حرمة مصر، وما خرج منها حتى غنم أموالها وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها واظهر أهوالها.
ورحل السلطان العثماني سليم الأول