كانت تقضى وقتها داخل مرسم 57357'> مستشفى 57357، تذهب لجلسات العلاج الإشعاعى، ثم تعود إلى المرسم لإنهاء لوحتها التى بدأتها منذ أيام، هكذا أولت منة الله مصطفى، 16 عاماً، عناية خاصة بلوحتها التى رآها وفد أمريكى من جامعة بوسطن، كان فى زيارة للمستشفى، فأبدى إعجابه بها وطلب الحصول عليها ووعد بتعليقها داخل الجامعة.

منذ 5 سنوات بدأت رحلة «منة الله» مع سرطان الغدد الليمفاوية، الذى ارتد إليها مرتين متتاليتين، وتعافت منه بعد إجرائها لعملية زرع نخاع قبل عدة أشهر، خضعت بعدها لجلسات إشعاع وانتهت منها قبل أيام: «أخذت 22 جلسة إشعاع وآخر جلسة كانت من يومين، دلوقتى فى فترة متابعة عشان صحتى تستقر وبعدها هرجع لمدرستى ودراستى اللى وقفت لحد أولى ثانوى عشان العلاج».

8 أيام استغرقتها «منة الله» فى رسم اللوحة وهى عبارة عن بورتريه لامرأة عجوز غزت التجاعيد وجهها والشيب شعرها ومع ذلك ما زالت تحتفظ بجمالها وضحكتها: «ماكنتش مصدقة نفسى لما الوفد الأمريكى أُعجب بلوحتى»، ثم تقول مازحة: «كنت عايزة أقول لهم خدونى مع اللوحة».
"منة الله": "الرسم بيهوِّن عليّا المرض.. وبكرة أخف وأرجع مدرستى"

لم تكن هذه هى المرة الأولى التى تسافر فيها لوحات «منة الله» إلى أماكن خارج مصر، فقبل عدة أشهر تأهلت إحدى لوحاتها للمشاركة فى معرض فنون العالم فى دبى، واشترتها إحدى زائرات المعرض: «الرسم بالنسبة لى حياة، هو اللى بيهون عليا فترة العلاج فى المستشفى، بهرب من آلامى بالرسم وبخرّج فيه كل طاقتى، وخلال فترة وجودى فى المستشفى اتعلمت حاجات كتير ومستنية أتعلم أكتر».