رسالة لوزير الأوقاف "هل يحتاج الساحل الشمالي لقوافل دعوية ويترك الصعيد لشيوخ التطرف ؟
 
جماعة التبليغ والدعوة خطر يهدد الصعيد ..أين وزارة الاوقاف ؟
 
بقلم / نادر شكري
بدأ الكتاب والصحفي والاعلامى حمدي رزق جمله بمقاله بالمصري اليوم كم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكاء تعليقا على ما أعلنته وزارة الأوقاف بتسيير تسيير قافلة دعوية أسبوعيًا من شباب الأئمة ن إلى مدينة العلمين ومنطقة الساحل الشمالي طوال فترة الصيف، مع تكثيف الدعوة بالمنطقة على مدار العام ، وتابع في مقاله زعم باطل أن الساحل الشمالي بعد حفل «جنيفر لوبيز» الصاخب يحتاج قافلة دعوية عاجلة تزيل آثار العدوان العارى من كل فضيلة، وزارة الأوقاف تفاعلت وسيّرت قافلة دعوية عاجلة لإعادة رواد الساحل إلى حظيرة الإيمان، ورفع نسبة التقوى على الشواطئ، ولتهدى الفئة العارية، تخيل شباب الساحل الشمالي لا يرتدون سوى القليل من الثياب على اللحم.
 
هل يحتاج الساحل الشمالى لقوافل دعوية؟
تحية لأستاذنا الكبير حمدي رزق وهنا جاء إعلان الأوقاف عن هذه القوافل بمثابة الصاعقة ان تتجه قوافل دعوية لرواد الساحل الشمالي والنسبة الأكبر من المثقفين ورجال الأعمال وفنانين ، فهل هؤلاء في حاجة إلى الدعوة ، في الوقت الذي لم نسمع فيه من وزارة الأوقاف مثل تسيير مثل هذه القوافل في المناطق التي تمثل خطر في تصدير الأفكار المتطرفة وتقع فيها الأحداث الطائفية مثل المنيا ، أو من خلال متابعة الشباب الذي يقوم بعمليات تفجيرية وانتحارية ومعظمهم من أبناء الصعيد مثل قنا والفيوم والمنيا ، أليس هذه المحافظات هي الأولى بهذه القوافل الدعوية .
 
أين الصعيد ومناطق التطرف من قوافل الدعوى
ونحن في ذكرى 14 أغسطس وما قام به جماعة الأخوان الإرهابية من محاولة حرق مصر وكان للصعيد النصيب الأكبر من حرق الكنائس وأقسام الشرطة والمؤسسات ، فكنا نتوقع ان تتوجه الأوقاف بهذه القوافل إلى المناطق الأكثر خطورة والأكثر تتطرف ، فلم نسمع ان توجهت الأوقاف بهذه القوافل بعد أحداث قرية دمشاو هاشم أو الزعفران هاو الكرم أو قرى إسنا ، فهل يحتاج الأصحاء إلى طبيبا أم المرضى .
 
جماعة التبليغ والدعوة خطر يهدد الصعيد ؟
هل تعلم الأوقاف ان هناك جماعة تدعى " التبليغ والدعوة " تقودها مجموعات سلفية تجول في قرى الصعيد تبث أفكارها ودروسها للشباب وساهمت في زيادة نسبة النقاب بالقرى وكانت نقطة تحول في عزبة سلطان بالمنيا التي وقعت بها عدة أحداث طائفية ، رغم التعايش السلمي دائما بين الأقباط والمسلمين ولكن دخول هذه الجماعة للقرية ساهمت في تغير العلاقات وتمثل خطر حقيقي على المواطنة والوطن في الصعيد  ، فأين دور الأوقاف من التصدي لهذه الأفكار المسمومة قبل التوجه بالدعوة للساحل الشمالي ، وكأنه تهدف لمحو حفل " جنيفر لوبيز " كما أوضح أستاذنا حمدي رزق في مقاله والذي كتب ساخرا " أخشى أن قافلة واحدة لا تكفى، قنبلة «جنيفر» النووية رفعت مستوى الإشعاع، مطلوب جسر دعوى يصل بين مركز الدعوة في القاهرة والساحل، قوافل قوافل، قافلة إلى هاسيندا ودبلو وبورتو، وقافلة إلى العلمين وسيدى عبدالرحمن، وقافلة إلى ألماظة في مطروح، بلاها مطروح، السلفيين قايمين بالواجب.
 
وينتفض كتابنا الكبير حمدي رزق  " الساحل ليس ناقص إيمان، وفتاوى الساحل لا تختلف عن فتاوى طرح النهر، السلفيون هم فقط مَن يصِمون الساحل بالتفلت، ويتساءلون في خبث: هل نزول العذراء البحر بدون محرم حلال أم حرام، وهل يحل نزول البحر للمطلقة في شهور العدة بعد الغسق، وباعتبار البحر مذكرًا طاغيًا، هل هناك مانع شرعى من سباحة القواعد من النساء، وهل نزول النساء حمام السباحة عقب خروج الرجال يجوز أم أن شكوكًا تراوحه، فيه شبهة قبل تغيير الماء؟!." 
 
وهنا اعود رغم احترامي الكبير محمد مختار جمعه الذي أعجبت به في مواقف كثيرة ولكن أقول له من خلال عملي الميداني في صعيد مصر أن فضيلته وقع في خطأ كبيراً لا اعرف من قام بتوريطه فيه ،  فمناطق الساحل الشمالي لمواطنين مستنيرين بل قطاع كبير منهم مؤثر في مجتمعنا بأعماله ، بينما ترك مجتمع " منسي " في صعيد كان ضحية لجماعات التطرف من الأخوان والسلفيين لسنوات طويلة تبث الأفكار المسمومة فضلا عن غياب قوافل التنوير من ثقافة ومسرح وسينما ، فجعل بعض الشباب ضحية وأداة سهلة في يد جماعات الإرهاب التي دفعت ببعض الشباب القيام بأعمال إرهابية ضد الوطن سواء الأقباط أو الشرطة أو الجيش حتى مسجد الروضة ، وتزايد الأمر للغير متوقع ان يتم تفجير معهد الأورام .
 
سيطرة السلفيين 
الم يلتفت وزير الأوقاف إلى كل هذه الأحداث ، وسيطرة السلفيين على منابر المساجد في الصعيد فضلا عن الكم الكبير من المعاهد الأزهرية والمدارس الإسلامية الخاصة التي تفصل بين شركاء الوطن وتخرج أجيال - لا تعرف المواطنة الحقيقية - و هي بمثابة قنبلة موقوتة .
 
عفوا سيدي فضيلة وزير الأوقاف ، مصر تحتاج لثورة فكر وثقافة وتصحيح للمفاهيم  التي تسببت في معاناة المصريين وسفك دماء المصريين ، ومازال البعض يعتنق هذه الأفكار ويصدر فتاوى أصبحت أضحوكة ويساهم في بث مناخ الكراهية والفرقة بين أبناء الوطن في وقت يعمل الجميع قيادة وشعبا على بناء وطن جديد يحتاج فقط لتغير الفكر بعد النهضة في البنية التحتية والمشروعات العملاقة ، فما ينقصنا النهضة الفكرة والتي بجب ان تبدأ بالقرى والمناطق العشوائية والمناطق التي يسيطر عليها شيوخ التطرف .
 
وايضا محافظة شمال سيناء التى يحارب فيها الجيش المصرى والشرطة المصرية وضحوا بأرواحهم لحماية الوطن ولكن مازالت الافكار المتطرفة تعشش فهل توجهت الأوقاف بقوافل دعوية لشمال سيناء والعريش "وبرضه هناك فى بحر "لكن بحر يختلف عن الساحل الشمال الذى يسكنه التنوير بينما بحر العريش تحطيه أفكار مسمومة وعمليات إرهابية .

وفى نهاية الحديث الصعيد لا يحتاج ايضا لقوافل الاوقاف فقط بل ايضا يحتاج لغزو ثقافى من خلال المسارح والسينما والعروض الفنية والابداع والتنوير وعودة الحفلات الفنية التى كانت تقام فى الصعيد وهو جزء من تغير الثقافة فلا يجب ان تقتصر الحفلات الفنية على الساحل الشمالى فقط ، بل نتمنى نقل حفلات الساحل الشمالى لانحاء مصر ومناطق الصعيد لصد الافكار الرجعية وسيطرة المتشددين .