في الذكري السادسة لاحدث فض ربعة 30 يونيو لازالت مستمرة
110 عاما من العنف والتمييز ضد الاقباط

سليمان شفيق
تمر علينا الان الذكري السادسة للاعتداءات الفاشية الاخوانية علي المواطنين المصريين الاقباط والكنائس والممتلكات العامة والخاصة في 14 و 15 أغسطس 2013 ، الامر الذي وثقة نيافة الانبا مكاريوس و قال الأنبا مكاريوس، أسقف عام إيبارشية المنيا وأبو قرقاص للأقباط الأرثوذكس، إنه كان يتمني أن يقبل أقدام كل الذين تألموا يوم 14 أغسطس 2013 في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تشير إلى ما تعرضت له الكنائس والأقباط، وخاصة في محافظة المنيا من اعتداءات طائفية في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر.

العنف الديني ضد الاقباط من الاسلام السياسي:
تسمية الفتنة الطائفية إن دلت على شىء فهى تدل على أن النخبة المدنية وافقت ضمناً على تديين القضية، إذا أضفنا إلى ذلك الحلول العرفية فهذا يعنى أننا نعود إلى ما قبل الدولة، أما أن تعتمد النخبة المدنية على بيت العائلة فهذا يعنى أننا نعود لما قبل الدولة الحديثة

لاأحد يهتم بأن الدولة تتفكك والأمة تتحلل، والسنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك شهدت انتهاء العمر الافتراضى لعوامل الاندماج القومى، ونحن ما زلنا نتحدث خطاباً قديماً ، والاضطهاد يستمر رغم ثورتي 25 يناير و30 يونيو ، من احراق الاخوان الكنائس وقتلهم للمواطنين الاقباط في اغسطس بعد فض الاعتصامات ، والعداء الاخواني السلفي لبناء الكنائس ، واختفاء القاصرات ،  وتواطئ بعض صغار المسئولين ، وصولا لاحالة شرطي بتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد للشهيدين عماد المقدس وابنة ديفيد الامر الذي ادي الي الحكم بأعدام القاتل في اول درجات التقاضي ، كل ذلك ،مؤشرات تنبئ بما بالخطر الذي لا تُحمد عقباه.

تسمية الفتنة الطائفية إن دلت على شىء فهى تدل على أن النخبة المدنية وافقت ضمناً على تديين القضية، إذا أضفنا إلى ذلك الحلول العرفية فهذا يعنى أننا نعود إلى ما قبل الدولة، أما أن تعتمد النخبة المدنية على بيت العائلة فهذا يعنى أننا نعود لما قبل الدولة الحديثة!!  لاأحد يهتم بأن الدولة تتفكك والأمة تتحلل، والسنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك شهدت انتهاء العمر الافتراضى لعوامل الاندماج القومى، ونحن ما زلنا نتحدث خطاباً قديماً ، والاضطهاد يستمر رغم ثورتي 25 يناير و30 يونيو ، من احراق الاخوان الكنائس وقتلهم للمواطنين الاقباط في اغسطس بعد فض الاعتصامات ، والعداء الاخواني السلفي لبناء الكنائس ، واختفاء القاصرات ، والاسلمة ، وتواطئ بعض صغار المسئولين ، وصولا لاحالة شرطي بتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد للشهيدين عماد المقدس وابنة ديفيد ، كل ذلك ،مؤشرات تنبئ بما بالخطر الذي لا تُحمد عقباه.

منذ أكثر اربعين عاماً أتابع قضايا المواطنين المصريين الأقباط ، ولاحظت أن لا أحد ينظر إلى تلك القضية من منظور أزمة الدولة المدنية الحديثة، ولم يلحظ أحد أن أول تجليات الأزمة كان عام 1911 حيث بدات معالم المؤتمر القبطى ومن 1911 وحتى أحداث العمرانية 2010 مضى قرن من الزمان، ومن احداث العمرانية وحتي استشهاد عماد المقدس وابنة ديفيد 110 عاما ، وتبوأ الحكم فى مصر أربعة ملوك (عباس حلمى، حسين كامل، فؤاد، فاروق) وستة رؤساء رؤساء (عبدالناصر، السادات، مبارك ، مرسي وعدلي منصور والسيسي).

 شهد هذا القرن (73) حكومة، (42) فى العصر الليبرالى منذ حكومة بطرس غالى باشا 1910 وحتى حكومة على ماهر باشا 1952 بتكليف من الملك فاروق، و(7) حكومات فى عهد ناصر، و(7) فى عهد السادات، و(9) حكومات فى عهد مبارك، وثمانية حكومات من ثورة 25 يناير وحتي الان ، كل ذلك والمشكلة "الطائفية"ـ اي مشاكل التمييز واضطهاد الاقباط ، قائمة بشكل أو بآخر.

فى العصر المسمى الليبرالى، وفى فبراير 1934، فى حكومة عبدالفتاح يحيى باشا أصدر العزبى باشا وكيل وزارة الداخلية الشروط العشرة لبناء الكنائس التى سببت 76% من الأحداث الطائفية.

ارتبط ذلك بإسقاط دستور 1923 وإعلان دستور صدقى 1930 وظهور جماعة الإخوان المسلمين وتحالفها مع صدقى.. بل وفى ظل زخم زعامة النحاس للأمة تم تجريس حزب الوفد فى الأربعينيات من القرن الماضى على أنه حزب نصرانى، أسس لهذه الحملة أيضاً الإخوان المسلمون، وللأسف شارك فيها كتاب كبار مثل العقاد، والأخطر أنه فى ظل حكومة الوفد 1950 لأول مرة بعد ثورة 1919 تم حرق كنيستين إحداهما فى السويس والأخرى بالزقازيق وسقط قتيلان من الأقباط.

ومن العصر الليبرالى إلى العصر الناصرى، لم تشهد المرحلة أى اعتداءات على أقباط أو على الكنائس، ولكن تم إضافة خانة الديانة للبطاقة الشخصية، الأمر الذى انسحب إلى العديد من الوثائق الأخرى، كما تم حرمان الأقباط من الوظائف العليا فى بعض أجهزة الدولة. .. ناهيك عن تحويل جامعة الأزهر من جامعة دينية إلى جامعة مدنية يقتصر القبول فيها على المواطنين المسلمين رغم أنها تمول من أموال المصريين مسلمين وأقباطا.ً

ثم جاء مشروع السادات بالتحالف مع الإخوان لضرب الناصريين والماركسيين.. وانتقلت ظاهرة الإخوان المسلمين والتديين من خارج النظام السياسى إلى داخله، وتسللت إلى قمته.. وعبر الانفتاح الاقتصادى ضرب السادات الأساس الاجتماعى للمشروع الناصرى، وبدأت البطالة تطل برأسها، وبدأ تهميش الصعيد، مما مهد الطريق اجتماعياً للإرهاب، فى عصر مبارك، خاصة العشر سنوات الأخيرة.

لم تعد الدولة مدنية ولا حديثة، بل صارت دولة مملوكية (ظهر مشروع التوريث)، وعكس ما يتصور الجميع كانت هذه المرحلة هى العصر الذهبى للإخوان، حيث تم تمكينهم اقتصادياً (السيطرة على 55% من تجارة العملة، و22% من تجارة التجزئة ، و14% من شركات التصدير والاستيراد ، و88 نائب في مجلس الشعب

وعلى الصعيد السياسى وافق الإخوان على التوريث مقابل التمكين فى مجلس الشعب، إضافة إلى التمكين الدولى وتأسيس التحالف الإخوانى الأمريكى! ومن 2011 وحتي استشهاد ،عماد العمدة وابنة ديفيد لم يتوقف العنف ضد الاقباط ومنها:

ـــ تفجير كنيسة القديسين في محافظة الأسكندرية، في اول يناير 2011، وتسبب الهجوم في مقتل 23 شخصا وجرح 79 آخرين استمر الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين في مصر بعد ثورة 25 يناير، وبدأت أولى الأحداث بعد الثورة في مارس 2011 بمدينة أطفيح، بالعاصمة القاهرة، على خلفية علاقة بين رجل مسيحي وامرأة مسلمة،وأدى الأمر إلى اندلاع اشتباكات، أصيب فيها اخرين . اندلعت أعمال عنف طائفي في عام 2011 بمنطقة إمبابة، التابعة لمحافظة القاهرة، أودت بحياة 13 شخصًا من أشهر الأزمات بعد ثورة يناير، ما عرف إعلاميا بـ"أحداث ماسبيرو"، والتي راح ضحيتها 25 من القتلى ووعشرات الجرحي ووقعت الأحداث بعد تظاهرة للأقباط، احتجاجا على هدم مبنى اعتبره الأقباط كنيسة في محافظة أسوان، جنوبي مصر.

واتجه المحتجون إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري "ماسبيرو" لتندلع اشتباكات تدخلت فيها قوات الجيش والشرطة.

ـــ هجوم الاخوان علي الكنائس بعد فض اعتصامات رابعة والنهضة ، في يوليو 2013 ، وبلغ عدد الكنائس التى تم حرقها وتدميرها بالكامل 36 كنيسة ومنشأة مسيحية، فى حين تم حرق وتدمير 16 كنيسة ومنشأة بشكل متوسط، و8 بشكل جزئى، كما تم نهب وسلب 4 كنائس ومنشآت مسيحية، وبلغ عدد الخسائر فى ممتلكات الأقباط الخاصة 421، كما جرح وأصيب وقتل العشرات، ومنهم من تم التمثيل بجثته مثل إسكندر طوس بدلجا بالمنيا.

ــ انفجار في الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية في وسط القاهرة يسفر عن مقتل 29 شخصا وإصابة 49 آخرين في ديسمبر/2016 .

ــ مقتل سبعة أقباط في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء إثر سلسلة اعتداءات استهدفتهم في هذه المنطقة التي ينشط فيها تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة الإسلامية، وأدت هذه العمليات إلى فرارالأسر المسيحية من المدينة خوفا على أرواحهم.

ــ وقع هجومان أثناء قداس احد"الشعانين"، وكان أولهما في كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا، وبعد ساعات، وقع الانفجار الثاني بمحيط الكاتدرائية المرقسية بمدينة الاسكندرية، عندما حاول شرطي التصدي لانتحاري ففجر الانتحاري نفسه، أودى التفجير الأول بحياة نحو ثلاثين شخصا وأصيب أكثر من سبعين آخرين بجروح معظم من رواد الكنيسة.

ــ مقتل 27 شخصا واصابة العشرات في هجوم ارهابي علي حافلة في طريقها لدير الانبا صموائيل بالمنيا.

 مقتل 5 في هجوم على كنيسة ماري جرجس بحلوان بالقاهرة.- 

ـ مقتل شخص وجرح شرطي عندما حاول انتحاري استهداف كنيسة بمنطقة مسطرد شمالي العاصمة المصرية.

ـ مقتل 7 أشخاص ،وإصابة 13 في استهداف حافلة تقل أقباطا وهم في طريق دير الانبا صموائيل بالمنيا.

ـ مقتل عماد المقدس وابنة ديفيد بعد اطلاق شرطي النار عليهم ووجهت له النيابة تهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد وتم الحكم في اول درجة بالاعدام علي القاتل .

كل تلك الاحداث وما سوف يستتبعها ، تحتاج الي رؤية جديدة ، تضع الحلول الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، جنبا الي جنب مع تطبيق القانون والحلول الامنية.