لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم، وبالمثل لا يسلم القلم المختلف من الأذى حتى يدمى جبين صاحبه، لا أدعى اختلافا، ولا أحتمل إراقة الدماء، قلمى رهيف يؤلم ولا يجرح، كما يقولون، ولكن قلم الصديق الطبيب، حامد عبد الله حامد، فعلا قلم جراح لا يخشى إراقة الدماء من أجل الشفاء.

فى شأن حضور الوزيرات الثلاث لحفل «جينفر لوبيز» تداخل الطبيب حامد جراحيًا بمبضعه ليسيل الدماء صائحًا فى وجه الذى جاء يشكو ويتشاكى، ويتباكى من خرق الوزيرات لناموس الحضور الوزارى لحفلات الساحل الشمالى فى أيام الحداد زاعقًا: طلع الداعشى إللى جواك!.

ويلقى الطبيب حامد قفازه الطبى فى وجه المعترضين والرافضين والناقمين والذين ذبحوا الوزيرات فى عيد الأضحى، وسلخوا وجوههن، وسلقوهن بألسنة حداد وألقوهن على وجه الثريد ليلغ فى عرضهن السابلة وقطاع الطرق المطلوقون علينا فى الفضاء الإلكترونى.

برز الطبيب حامد فى وجه السوداويين ونهرهم: تعالوا إلىّ يا كل المعترضين والمتعبين من تلك الصورة (صورة الوزيرات الثلاث) وأنا أريحكم!.. إما أن بداخلك (إخوانى مستتر) يعترض على أى بهجة أو دعاية أو سياحة أو خير لمصر، متباكيًا كتمساح كاذب على ضحايا قتلتهم (أنت) كثعبان غادر!.. وتبغى يائسًا إدخال مصر إلى عشرية الإرهاب السوداء فى الجزائر!، حيث لا فن ولا رياضة ولا سياحة ولا موسيقى ولا صوت يعلو فوق صمت المقابر!.

أو أنك مسلم وسطى «كيوت» ضد إخوان الشيطان، ولكن بداخلك (شيخ مستتر) احتل عقلك بالخرافات!، فأصبح لا يستوعب أن النساء العورات الناقصات الناقضات للصلوات قد تولين أمر القوم وأصبحن وزيرات!، ولا يتحمل تخلصهن من رداء البدو والصحراوات؟!، ورجوعهن إلى زى جداتهن الملكات المصريات؟!. إن قطار الأمل والتحضر والتنوير حتمًا قادم!، ولكن لن يلحقه أبدًا إلا كل من تخلص من إخوان الجماجم وأصحاب العمائم.

فات على الدكتور حامد الإشارة إلى نوع ثالث، يتستر بالتنوير زورًا وبهتانًا، طالما الرياح فى شراع قافلة التنوير، وتذهب به بعيدا محلقًا، فإذا ما هبت رياح عكسية، وتقلب حال البحر، وتلاطمت الأمواج، تنكب على عقبيه، وطفق يصرخ على الوزيرات الساحرات، يطلب حرقهن فى ثيابهن البيضاء وهو يتلو أوراد الفضيلة فى المدينة الفاضلة، التى يصدح فيها الأذان.

هذا نوع أخطر من الإخوانى والوسطى، هذا يمشى فى قاع المدينة، فصار يسأل الناس عن خبر الوزيرات الساحرات، ويصمهن بما ليس فيهن، ويحملهن ما لا يحتملن، يفصل لهن ثيابهن، ويحدد لهن خطواتهن، كوصىّ على وزيرات اُختِرْن لكفاءتهن وليس لسحرهن الأسود.
نقلا عن المصري اليوم