د. مينا ملاك عازر
في الوقت الذي تتابع الحكومة ادعاءها بأنها ترفع دعمها عن الوقود برفع سعره بطريقة غير مبررة، وذلك في الوقت الذي تنهار أسعار النفط في كل مكان في العالم تحت تأثير موجات المد المتزايدة باحتمال وقوع حرب في المنطقة، ترفع الحكومة يدها أيضاً عن رأس الملك توت وهي تباع بصالة مزادات، وهذا العجب، الملك الذي هو ومن شابهه صنعوا مجد مصر وجعلوها قوى عظمى على العالم بل قوى أعظم تباع رأسه في مشهد بائس من أحفاده الفشلة الذين لا يعرفوا سوى أن يرفعوا الأسعار ويرفعوا مستوى المعيشة لقلة غنية على حساب المطحونين والمسحوقين من عامة الشعب.
 
الحكومة التي تحسب سعر برميل النفط للآن بأكثر من ثمانين دولار في موازنتها، تنسى بل تتناسى أن برميل النفط وصل في أوج بداية رفعها الدعم كذباً منها كان ثلاثين دولار، كما أن البرميل للآن لم يجاوز السبعين دولار تقريباً، ويتراجع أكثر من أن يرتفع سعره، هكذا تكون الحكومات التي ترفع السعر، وهكذا يكون الشعب الذي يرفع يده بالدعاء على الطغاة البائسين اليائسين الطامعين فيه.
 
المؤسف أن يأتي الزمن على صانعي تاريخ مصر ويباع رأسهم في صالة للمزادات، ويبقى مدمري تاريخ مصر وهادمي اقتصادها وهؤلاء الفشلة في كل المجالات يحكمونها ويتحكمون في مصير شعبها واقتصادها، ولا حراك ولا يقظة للضمير، ولا أمل في أن نستبدلهم بمن يشعرون بهذا الشعب، بمن يحنو على هذا الشعب حنو حقيقي.
 
من مساخر القدر أن تباع رأس الفرعون المصري بأربع ملايين أسترليني في صالة مزادات، وكم الآثار الهائلة في مصر لا يجعل تلك الحكومة تستفيد منها بما يجعلها ترحم هذا الشعب المطحون والمسحوق والمكتوى بنار محروقاتها الغالية، للأسف تبا لزمن رفع رأس القدماء وخفس برأس الحاليين، نصر القدامى ونكس رأس الحاليين، فصرنا نفتخر بأجدادنا ونخذى من حكومتنا، فالقدماء عرفوا أن يتركوا ما يكون له قيمة وهؤلاء عرفوا أن يأخذوا كل ما له قيمة في محاولة بائسة لصنع مجد لهم، في حين أنه مجد زائل، لكن الكرامة والعزة هي التي تسطر التاريخ في القلوب، فهل تظنون وأنتم تستدينون وتفسدون الاقتصاد بقرارات خاطئة وبائسة كتلك التي تتخذونها أنكم تكتبون التاريخ.
 
آخر القول شتان الفارق بين فراعنة صنعوا تاريخ مصر على حساب الدول العدوة والشعوب الأخرى، وفراعنة يصنعون تاريخ لأنفسهم على حساب شعبهم! على كل حال أحلم بأن تكون هذه آخر ضربة يتلقاها الشعب المصري على أيدي حكومة بأن تكون آخر موجة غلاء غير مبرر، وآخر ادعاء كاذب بأنه وقف لدعم الطاقة.
 
المختصر المفيد لم تزل ترتفع أسعار كل المحروقات، ما عدى دمنا الذي لم يزل يحترق ببلاش.