عرض/ سامية عياد
"اذهبوا واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" رسالة الرب يسوع لم تكن لشخص معين أو جيل محدد أو جنس بعينه ، هى رسالة للخليقة كلها فى كل زمان ومكان ..
القس ابراهيم القمص عازر راعى كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس ببنى سويف فى مقاله "المسيحية والإنسان المعاصر" وضح لنا أن رسالة الرب يسوع كانت لجميع الناس ، رجل وامرأة ، يهودى وأممى ، عبد وحر ، كبار وصغار حتى الأطفال شملهم بمحبته ودعوته عندما قال "دعوا الأولاد يأتون الى ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" ، وكانت وصيته للجميع الكرازة فى كل مكان فى العالم ، لذلك حل الروح القدس على الجموع على هيئة ألسنة من النار لكى يستطيع كل منهم التخاطب والتواصل مع كل إنسان بلغته .
 
جال التلاميذ مبشرين بالرب يسوع فى العالم كله ولم ينته القرن الأول حتى انتشرت المسيحية فى بقاع العالم ، فكانت ومازالت رسالة لتجديد الكيان وتحرير الإنسان و خلق إنسان جديد بقوة ونعمة روح الله ، إنسان قادر على اختيار ما يليق وفق تعاليم الله ووصاياه بحيث يكون ابنا لله وشريكا للطبيعة الإلهية ، إنسان روح الله يعمل بداخله بقوة فيدرك ما يتوافق وما يتعارض مع هويته المسيحية ، والمسيحية لم تقف عائق أمام أى إنسان ولم تجد مشكلة مع حركة تغير الزمان بعاداته وتقاليده وحتى تعبيراته ، فالإنسان الجديد فى المسيح يسوع هو الصانع والضامن لرقى مجتمعه وتقدمه وتقديس حاضره ومستقبله.
 
كما أن المسيحية لا تتعارض مع التطور العلمى وتقدم المجتمع بل تحث على المعرفة والعلم فمن خلالهما يدرك الإنسان النعم التى وهبها الله له فى هذا الكون حتى يحيا ويفرح "السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه" بالعلم والإيمان يرقى المجتمع ويتقدس .