يعج فندق صغير في صحراء بغربي كازاخستان بنساء كنّ حتى أشهر قليلة يعشن في كنف تنظيم "داعش" الإرهابي بسوريا والعراق، وذلك في إطار برنامج تتبناه الدولة لمكافحة التطرف.

 
وسلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأحد، الضوء على تجربة كازاخستان في استقبال المرتبطين بتنظيم داعش بعد انهياره أمام ضربات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية في سوريا.
 
واختارت الدولة أسلوب تبني "اللمسة الناعمة" في معالجة مسألة رعاياها الذين انضموا لداعش عوضا عن زجهم بالسجن، مخالفة بذلك سياسة الحذر التي تعتمدها الكثير من الدول التي رفضت استقبال رعاياها ممن انضموا للتنظيم الإرهابي.
 
ومن بين النسوة اللاتي كن في الفندق وقت إعداد تقرير "نيويورك تايمز"، عايدة سارينا (25 عاما)، التي كانت تعتقد أنها ذاهبة في إجازة إلى تركيا، لكنها وجدت نفسها في سوريا، بعد أن تعرضت للخداع من جانب زوجها "الداعشي".
 
وأطلقت كازاخستان في يناير الماضي، برنامجا لمعالجة التطرف لدى نساء "داعش"، حيث يقول القائمون عليه إنه يعود بالنفع على النساء والمجتمع الذين سيرجعون للانضمام إليه مجددا.
 
وجنّد داعش نحو 40 ألف مقاتل أجنبي من 80 دولة حول العالم، جلبوا معهم عائلتهم إلى سوريا والعراق، وفق أرقام الصحيفة الأميركية.
 
وأضحت نسبة كبيرة من هذه العائلات بعد انهيار التنظيم، محتجزة في معسكرات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، ويقدر عددهم بنحو 13 ألفا.
 
ويضغط المسؤولون الأميركيون وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب على الدول لاستعادة مواطنيها المحتجزين هناك، لكن دون نجاح يذكر حتى الآن.
 
ونقلت الصحيفة الأميركية عن الخبيرة في شؤون التطرف بالمركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي ليسبيث فان دير هايد قولها، إن "الحكومات ليست من المعجبين بتجربة هذا الأسلوب، بسبب المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليه".
 
وأضافت أن ما هو أكثر من ذلك أن برامج مكافحة التطرف بهذه الطريقة موجودة منذ عقود مضت، لكنها فشلت في إظهار فوائد واضحة.
 
أما مديرة مركز تحليل النزاعات والوقاية منها، يكاترينا سوكريانسكايا ، فترى أن برامج إزالة التطرف من أذهان معتنقيه لا تقدم أي ضمانات، ولكنها بديلة للسجن أو عقوبة الإعدام لأجل غير مسمى.