هل ينجح الربيع القبطى فى تحقيق ما فشل فى تحقيقه الربيع العربى ؟
بقلم : الأب الدكتور أثناسيوس حنين
 
أصارح القارئ العزيز القول بأننى كنت قد قد عقدت العزم عن التوقف عن الكتابة ’ وذلك للهدوء وللتفرغ للتأمل فى وجه سيدة البشرية الأولى والأخيرة ’ الثيؤطوكوس ’ فى صومها المقدس وفى عيدها والذى يعتبره اليونانيون (الفصح الصيفى )’ العذراء مريم أم النور اللاهوتى الغير المخلوق ’ حسب ما كتب لاهوتى النور الغير المخلوق بالاماس ’ والذى حل فى حشاها المخلوق ’ النور النازل علينا من خلال صمتها اللاهوتى وتسليمها الانسانى ’ وليس فقط للخلوة ’ بل رغبة فى التمعن فى نور يسوع ’ النور الذى لا نترجاه أحلاما ميتافيزيقية أو أفيونا دينيا ’ بل نعيشه ونعاينه ’ مع مريم وبمريم وفى معية تلاميذ المعلم ’ خبرة لاهوتية وخرستولوجية وأفخارستية وخاصة فى عيد التجلى (الذى يقع فى صوم العذرا فى الكنيسة البيزنطية)حيث رتلنا معا فى الكنيسة البيزنطية طروبارية العيد (لما تجليت أيها المسيح الاله فى الجبل . أظهرت مجدك للتلاميذ حسبما أستطاعوا . فأشرق لنا نحن الخطاة نورك الأزلى . بشفاعات والدة الاله. يا مانح النور المجد لك) .وكما رتلنا القنداق والذى يذهب بنا الى أعماق أبعد فى رؤية النور الغير المخلوق ’ ذلك النور والذى يعطى فطنة لاهوتية و قوة روحية للشهادة والخدمة والكرازة ( تجليت أيها المسيح فى الجبل . وحسبما وسع تلاميذك شاهدوا مجدك ’ حتى عندما يعاينوك مصلوبا . يفطنوا أن الأمك طوعا باختيارك ’ ويكرزوا للعالم أنك أنت بالحقيقة ضياء الأب ) .
 
...ولكن تأتى الأفكار بما لا تشتهيه سفن الواقفون على مراصدهم يرقبون الرب ولا يحملون بين ضلوعهم الا أقلامهم . وهم الكتاب (بضم الكاف) أى من يتعاطون الكلمة ويدمنون الشغب الفكرى ويقفون دائما ساهرون على مراصدهم مع حبقوق الرأئى يرقبون الرب ويرصدون حركات الروح وينسكبون حبرا وينتظرون ماذا يجيب الرب عن شكواهم ’ شكواهم التى يسكبونها أمام الرب ليلا ونهارا ! ومن ثم يلتقطون ما تيسر لهم من أنفاس الله ’ حسب تعبير القديس أغناطيوس السورى ’ ويسمعون صوت الروح بأن ( أكتب الرؤيا ’ (وكل شروع فى الكتابة رؤية )’ وانقشها على الالواح لكى يركض قارئها ) حبقوق 2 ’1. أقتحمتنى فكرة المقال ’ كالعادة ’ فى أثناء الليتورجية اليوحنائية والذهبية الشكل و الألهية المضمون ’ ونقصد قداس يوحنا الذهبى الفم . رأيت النور الحقيقى وأخذت الروح السماوى وأنا أقدس بل وأتقدس مع أبى الروحى وصديق الدراسة فى كلية اللاهوت –جامعة أثينا فى الثمانينيات من القرن الماضى الارشمندريت ميثوديوس الأب الروحى لدير قيامة المسيح ’ والذى بادرنى بالسؤال عن أحوال مصر والمصريين بصفة عامة وعن أحوال الأقباط بصفة خاصة مشيرا الى أنه يتابع أخبار مخاض روحى ولاهوتى كبير فى مصر منذ أن أطلع على سيرة الأب متى المسكين وتلاميذه وبعض كتاباته وصوره ’كما صدمته أخبار الدير الأخيرة . راهب بيزنطى يترجى نهضة الاقباط ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ! ’ لمعت فى ذهنى الفكرة (الربيع القبطى ) ولما لا ! وتجولت فى الهيكل الواسع ’ مثل السكران بالرؤيا ’ أبحث عن ورقة أبثها شجونى وقلم حتى أعتقل وأستأنس بعض من الخواطر التى باتت تحوم فى رأسى مثل الطيور الجارحة !
 
هنا اعترض طريقى حبقوق النبى الشاكى ’ الباكى والواثق فى الرؤيا بلا رؤيا ! 
( لأن الرؤيا بعد الى الميعاد وفى النهاية تتكلم ولا تكذب . ان توانت فأنتظرها لانها ستأتى اتيانا ولا تتأخر ) حبقوق 2 ’ 3 .
 
لاشك أن هناك من العلامات التى لا تكذب والأنات التى لا تهدأ والرؤئ التى لم تتأخر لأن أخرون تعبوا فى صنعها وانتظارها ونحن دخلنا على تعبهم ! أنها علامات زمان القبط الجديد والتى تؤكد كلها أن نهضة القبط أتية’ ستأتى أتيانا ولن تتوانى ! ولكن الرؤية تنتظر من ينتظرها ! الرؤيا تحب من يقف لها على المرصد وينتصب على الحصن ويراقب الرب ليرى ماذا يقول له وما ذا يجيب ليس عن شكوى فرد بل شكوى شعب ! ) وكاتب هذه السطور على يقين تام بأن هناك الكثيرون من كل أطياف المحروسة لا ينتظرونها فقط بل ويصنعونها بحبهم وبتعبهم وبغيرتهم وباشواقهم وبصبرهم ’ وفوق كل شئ بأسئلتهم الجذرية وتنهداتهم اللاهوتية . لا يستطيع المراقبون للاحوال فى مصر عامة وفى كنيستها خاصة ’ الا أن يخرجون بانطباع مؤكد بأن هناك مخاضا كبيرا وأنين وتساؤلات وحوارات’ هذا المخاض لا نرجوه أن يكون يوم شدة وتأديب واهانة لأن الأجنة قد دنت على المولد ولا قوة للولادة !( ملوك 2 ’ 19 -3) وكما لا نتمنى لهذه الارهاصات أن تكون (كأجنة لم يروا نورا ) أيوب 3 ’ 16 . ’ الجديد فى هذه النهضة أنها لا تحمل مرارة التذمر العتيقة واليأسة والتى كثيرا ما كانت تمرر العجين كله وتصنع جذور للمرارة على حد تعبير بولس ’ بل هى أنات صادقة وواعية واعدة ودارسة على يد خيرة أباء وشباب الكنيسة ’ وهى وربما ولأول مرة فى تاريخ مصر الحديث ’ أنات لاهوتية مدروسة وموثقة ’ وربما لأول مرة أيضا أن تخرج من صفوف القاعدة العريضة الشباب والأغلبية التى لم تعد صامتة ! ’ ولا تقتصر على صالونات الباشوات ’ بل تخرج من نوادى الشباب ’ ومن مكاتب المثقفين والصحفيين ’ والأهم أن هذه البوادر الربيعية والنهضوية بدأت تخرج من الأديرة و الجحور والقلالى وشقوق الأرض ! لعل اهم ملامح المخاض الذى يهيئ لانبثاق الربيع القبطى هو :
 
أولا :توثيق الاحتجاجات على ما يجرى فى الساحة الكنسية وما يجرى على وسائل التواصل خير دليل .
 
ثانيا :لهوتة التذمر بالقرأأت اللاهوتية والمراجع ومقارعة الحجة الواهية بالحجج الدامغة.
 
ثالثا:سقوط الأقنعة وخروج العقل القبطى من مرحلة الايمان العجائزى بالشخص الخرافة والدخول الى مرحلة التفكير العلمى والنقد التاريخى.
 
نعم الربيع القبطى أتى ’ سيأتى أتيانا ولن يتوانى ’ لأن علامات زمانه قد بدأت فى الظهور ونحن بدورنا ومن منطلق حبنا لمصر ولمسيحييها وسعينا لنهضتهم لأننا نثق أن نهضة المسيحيين هى نهضة مصر ’ نود أن نضع بعض معالم الربيع القبطى الأتى:
 
أولا :وقبل كل شئ نحن نترجاه ربيعا لاهوتيا لا دينيا ’ 
نعم أن تراث القبط هو تراث لاهوتى عظيم ولا يصح أن يؤخذ هذا الميراث اللاهوتى والليتورجى والنسكى ويوضع تحت مكيال الكسل والتجاهل واللامبالاة والجدل العقيم والتدين المريض ! نحن لسنا متدينون ’ نحن متألهون العقول بالنعمة . الدين للديان وجبروته ’ بينما اللاهوت للانسان وتألهه .
لقد أدرك الكثيرون ’ اليوم ’ فى مصر وخارجها بأن أزمة الاقباط الأساسية ومشكلة الأقباط الرئيسية هى أزمة روحية و قضية لاهوتية ومشكلة علمية . أن ينادى رأس الدولة بالاصالاح الدينى ’ سيكون من السذاجة والبلاهة بمكان من يحصر دعوة الريس فى الفكر الاسلامى فقط! هذه القضايا لا تنحل بالصياح والندب والبكاء على ماضى ولى ’ بل بالدراسة والسهر والحب والدرس (وأعطاء العيش لخبازه ولو لاهوتى صادق وعالم حقيقى ومصرى جدع وقبطى أصيل ها يزوده ومش ها ياكل نصه ! ) ’ و ذلك يحدث اليوم فى الكنيسة القبطية من ارتفاع مستوى المعرفة عند الكثيرين وانفتاح شهية البحث والأهم هو موجة النقد الذاتى الكبيرة التى تجتاح الجميع والتى لا نرجوها جلد للذات بل توبة حقيقة وحوار صريح .ومهما كان رأى القبط فى أكليروسهم ’ الا أنهم لا ينكرون أن الكثرة ’ ونكرر الكثرة ’ من رجال الكنيسة لم يعودوا يصادرون رأيا ولا يمنعون نقدا ’ بل قرروا أن يركبوا موجه النهضة .! كتب يوما المطران جورج خضر فى جريدة النهار اللبنانية 5 أغسطس 1977 مرحبا بقداسة البابا شنودة فى زيارته التاريخية للكرسى الأنطاكى : ( بوركت بقدومك هذه الأرض وقد أتيت اليها بأدعية الأبرار من قفار مصر . الانجيل ’ محمولا على فكر الأغريق ’ يتجنح فى الرمز ويقفز بالتأويل الى الشمول والحس العالمى ’ هذه كانت مصر التى نحيى فيك ’ مصر التى ظهرت بوادر نهضتها على أيدى شباب كنت أنت وأقرانك من طليعتها ...أنت لست أمين المتحف القبطى ’فقد كسرت القوقعة لما حججت الى مدن فى النصرانية كبيرة . وكانت أنطاكية أخر المطاف . ولا يعنى طوافك على بعض من الدنيا الارثوذكسية الا تأكيد يقينك بأننا بتنا فى الأعماق كنيسة واحدة لا تحتاج الا الى أن يكتشف ذلك ابناؤها ويعلنوه ليتناولوا من الكأس الواحدة ويساهموا فى خدمة واحدة للعالم فى وعى ينمو ولاهوت بنبض فى عصره ويتكلم هنا لغة الناس ..) (مواقف احد – دار النهار للنشر 1992 ص 61 ). هنا المطران خضر ’ بذكائه المعهود ’ يدعو بطريرك الاقباط أن يخرج بشعبه من قوقعة الدين والتدين الى رحاب اللاهوت والتأله والشهادة .لا يبهرنى فى شئ ولا يرضى فهماء المسلمين أن يقول باحث أجنبى أنه لاحظ نفس درجات التدين عند القبط والمسلمين !!! هذه كارثة ثقافية وردة لاهوتية تلغى التعدد وتقضى على التنوع وتجهض المخاض اللاهوتى وتقزم الغنى الثقافى والتعدد الحضارى فى مصر ! ولهذا يظهر عند القبط من وقت للتانى (دار فتوى !) تجيب من الأخر وتنهى وتقفل على كل المواضيع ! ولكن الربيع القبطى سيأتى أيانا ولن يتأخر وسيجلب الخير والحرية والثقافة واللاهوت الاسكندرى الذى فتن يوما المسكونة .
 
ثانيا : نحن نريده ربيعا ذو وعى لاهوتى سياسى ولكن غير مسيس: 
كسر القوقعة الطائفية ورفض التقوقع السياسى يشكلان بدايات الربيع القبطى ’ ربما لا يحدث ذلك مجانا أو شفقة وبلا صدام فكرى وونقد علمى تاريخى اكاديمى مع الكثير من الأكاذيب التى تم الصاقها بهذه الأمة العظيمة وهنا لا يوجد سبيل سوى الانكباب على تاريخ القبط على يد متخصصيين وأكاديميين لا مصلحة لهم الا نهضة مصر باقباطها وعافية القبط بمصرهم . سبق وسبق وقلنا فى حوار صحفى ( أن مأساة المسيحية فى مصر هى فى صنع خصاما مسيسا حاقدا مع ماضيها العريق سواء أكان الماضى فرعونى ’ قبطى أو هيللينى ’ ولم تتصالح معه . نحن نرصد ’ بفرح ورضى ’ أن الأقباط اليوم يرفضون حصرهم فى شخصية البطريرك ’ البطريك عملاق بشعبه والشعب أقزام بدون البطريرك ’ وكما أن البطريرك قزم ’ فى نظر الدولة ’ من غير شعب واع ! البطريرك هو رمز للشعب والشعب الواعى سند للبطريرك ولقد مضى الزمن الذى كان الحاكم العثمانى يحكم القبط عن طريق بطريركهم ! هذه بدايات أشراقات الربيع القبطى !
 
ثالثا : نحن نترجاه ربيعا مشرقيا لا غربيا ولا عربيا بل مسكونيا 
القبط هم أحفاد المصريين القدماء ’ وهم شرقيون بالمعنى الواسع للشرق و مصريون فراعنة صاروا مسيحيون كما يقول لنا العلماء ومصر وتاريخها و ثقافتها وتراثها تعمدت بالروح القدس فى يوم الخمسين (أعمال الرسل 2 ’ 10 )ولهذا وفقوا بين التراث الفرعونى والواقع اليونانى المسيحى الجديد وابدعوا اللغة القبطية ’ ان احياء اللغة القبطية هو ابداع ثقافى لم يأخذ حقه من البحث وهو أحياء لمجد مصرى قديم وينتظر قرار من الدولة جرئ وها نحن نرى بفرح قيام بعض الجامعات المصرية بتأسيس اقشام للثقافة القبطية ! السؤال من اين لهذه الاقسام بالكوادر العلمية المؤهلة ! أم هى ديكور للاستهلالك المحلى والدولى ! . الربيع الذى ننتظره هو ربيع يدرك القبط فيه أصولهم ويستيعدون فيه لغتهم القبطية وتراثهم الليتورجى الأصيل ولا يتنكرون لواقعهم الثقافى واللغوى ’ الواقع المؤلم أن الاقباط لا يعرفون لغة أجدادهم ولغة ابائهم وقديسيهم تجاهلا ولا يتقنون لغة العرب كرها ! هم مصلوبون بين الشوق للقديم والتذمرعلى أننا مش عرب والحنين لغرب لا يضعهم على اولوياته !حقيقة يجب أن يعلمها القاصى والدانى أن مصلحة الاقباط وربيعهم هو فى اتساع احضانهم لتحتضن كل مصر وكل مصرى . أنا أرى أن الخدمة التى يستطيع أن يقدمها (أقباط المهجر ) ولنا منهم أحباء وأصدقاء ’ هو الصرف على تجهيز كوادر وباحثين ومراكز بحوث مصرية تعيد لمصر بهاء التراث الثقافى واللاهوتى القبطى وتمهد للربيع القبطى ! ’ أليس من المخجل حقا أن نرى أن معظم الدارسين فى الخارج ممن يصنعون الأن الربيع اللاهوتى والعلمى والأكاديمى القبطى ’ قد تم الصرف عليهم من اليونان الارثوذكسية ومن الفرنسيين الكاثوليك والالمان البروتستانت !!! لا يوجد منحة واحدة او بعثة واحدة صرف عليها أقباط المهجر ماخلا بعض الرموز الكبيرة أمثال المهندس عدلى أبادير وأخرين .
 
رابعا : نترجاه ونصلى ونسعى لأن يكون ربيع القبط ربيع ينسى ما وراء ويمتد الى ما هو قدام : 
الربيع القبطى ربيع ينسى ’ يتعلم ينسى اراديا وحبا بلا فقدان مرضى للذاكرة ’ ينسى ما وراء ويتقدم الى ما هو قدام ولا يذكر الا محاسن موتاه ! لا يمكن أن تجلس فى جلسة قبطية سواء جلسات مثقفين أو جهلة !’ والا ويمطرونك بوابل من الذكريات الحزينة والمكايد والمقالب والتحزبات ومصمصة الشفايف وهذا لشنودة وذاك للمسكين وتلك لبيشوى وأولئك لاغريغوريوس وهؤلاء للمسيح (مع حفظ الالقاب) ’ هل أنقسم المسيح ؟ ألعل متى أو شنودة أو غيرهم قد صلبوا لأجلكم ؟1(كورنثوس 1 :10 -17 )حينما يرتبط اسم شخص بمستقبل أو ماضى أمة عظيمة ’ هنا تتواقف العواطف الشخصية والأهات المشخصنة ويبدأ البحث العلمى النقدى فى ما له وما عليه ! العالم الفانى يحاسب رؤسائه ! كم وكم أهل الملكوت الباقى ! النسيان لا يأتى الا بالدراسة العلمية النقدية والاكاديمية للتاريخ القديم والمعاصر وهنا يجب أن يتعلم المصريون عامة والقبط خاصة بأن النقد البناء لفكر رمز كبير يمثل انجازا علميا وتكريما للرمز’ بطريركا كان أو ريسا ! نحن لا ننصر أخا أو أبا ’مهما علا شأؤه’ ظالما أو مظلوما هذه نفسية فاشية وسادية ولت !!! وهنا لابد للكنيسة من أن تقوم بفتح الملفات ’ كل الملفات ’ لا للمحاكمة أو للقصاص بل للحب والعلم والفحص وحتى يكون للكنيسة مصداقية وسط شعبها وحتى تهيئ الجو للربيع ! اذا لم تقدر الكنيسة المؤسسة أن تواكب الربيع القبطى علميا وأكاديميا ’ على الأقل لتواكبه روحيا وعاطفيا ونفسيا وتفتح صفحة جديدة روحية مع ابنائها وبناتها الذين علا صراخهم ويهددهم مرض (الجفاف ) اللاهوتى والروحى والانسانى ’ والدواء هو (محاليل) العلم والعلم ومن ثم العلم ! . يبقى أن نذكر دور روم مصر فى نهضة القبط بما لهم من باع لاهوتى وثقل تاريخى وكطانة كونية ويتكلمون نفس اللغة وهذا لا يقوم به الا أناس ’ علماء ’ من الكنيستين قد ماتوا عن الأهواء حتى العلمية الذاتية منها !!! وهنا ’ فقط ’ يبدأ زمان الحب مع اشراقات الربيع .