بقلم : عبد المنعم بدوي

يحكى عن حاكم ظالم ، أذاق شعبه الظلم والجور ــ  حتى تعب الناس وفاض الكيل  ــ  أجتمعوا ليقرروا ماذا يفعلون ، كانت الأجابه : أن أرض الله واسعه ، فلنهاجر إليها ... وتحت ستار الليل هربوا واحد إثر واحد إلى غابه مجاوره لاتبعد كثيرا عن مدينتهم الأصليه .

 

أستيقظ الحاكم الطاغيه ، فوجد شوارع المدينه خاويه ، والمتاجر مغلقه ...  أخذته الحيره ، هو يريد أن يكون حاكما ، ولايمكن أن يكون حاكما بدون محكومين ، أو راعيا بدون رعيه ، أو سيدا بدون عبيد ...  لذلك قرر الذهاب إلى الغابه المجاروه باحثا عن شعبه .

 

أخذ يقنع الناس بالعوده إلى المدينه ، وبدى لهم رقيق حنون عطوف رؤوف ، كان فى حديثه كثير من المحن والكهن والسهوكه ، متظاهرا برحمة كاذبه ... 

 وجد الشعب المسحوق نفسه بين المطرقه والسندان ...  بين شقى الرحى ...  بين طرفى المقص ... بين البحر خلفكم والعدو أمامكم ...  فى الأساطير الأغريقيه جبلان يعترضان السفن ...  فإذا مرت سفيته بينهما إقترب الجبلان حتى يسحقانها تماما ...  هؤلاء الناس وجدوا أنفسهم مسحوقين بين جبال الفقر والجهل والمرض من ناحيه والظلم والقهر والغبن من ناحيى أخرى ...  لامشاريع ولا إنجازات تقام من أجلهم أو من أجل أبنائهم ، هم واثقون بأنهم أذا رجعوا إلى مدينتهم ، فهم ذاهبون إلى حريق وإنفجار تكلفته دم ودمار   . 

 

 ترى ماذا يقررون أو يفعلون  ؟؟؟؟  .