كتب – روماني صبري
قال الباحث أحمد الغندور ، أن (الشاي) واحدا من أهم المشروبات التي عرفها الإنسان ، موضحا أن جميع بلاد العالم تعتمد عليه للقضاء على النعاس الذي يستبد بهم خاصة في أوقات المذاكرة والعمل ، فضلا عن طعمه اللذيذ والذي يميزه عن باقي المشروبات .

الثاني بعد المياه
وأضاف الغندور خلال برنامجه (الدحيح)،  المذاع عبر قناته الرسمية على موقع الفيديوهات "يوتيوب"،:"أن الشاي يعد المشروب الثاني بعد المياه ، واستشهد بالصين كمثال ، حيث تستهلك مليون طن شاي سنويا !، واستطرد موضحا :" أما المواطن التركي الذي يعد من اكبر مستهلكي الشاي في العالم فيستهلك منه 5 كيلو سنويا، وهو رقم ليس بقليل أيضا ، موضحا ، وثمة دول كثيرة أيضا تعتمد عليه أيضا في عملية الهضم منها مصر .

الاستعمار الانجليزي والشاي
وشدد على أن الشاي يعد من أهم تجليات الاستعمار الانجليزي، الذي كان يحرص على شراء الشاي من الصين في أقصى الشرق ، ولتحليته كان يستعين بالسكر من المستعمرات الأجنبية في أقصى الغرب ، ليشربه الأغنياء والفقراء .

البداية
وأوضح :" بداية الشاي كانت بداية رايقة لمشروب رايق .. نبته بسيطة بتنمو على جبال الهيمالايا .. بيشرب الإنسان منقوعها إيمانا منه بفوايد المشروب الصحية .. وأحيانا كانوا ياخدوا نبتة الشاي ويحطوها على الجروح للشفاء ، وفي القرن الرابع قبل الميلاد مجموعة من الرهبان البوذيين اخذوا الشاي من الهيمالايا وراحوا الصين وهناك عرفوا الشعب الصيني بيه اللي بعد 200 سنة هيكون المشروب الشعبي لكل بيت .

من علامات التحضر
وبعدها الطلب على الشاي زاد وابتدت الناس تزرعه كمحصول فزادت شعبيته، لدرجة أن الصينيين استخدموه في تعاملاتهم بقوا يشتروا ويبيعيوا بيه ! ، وفي القرن الـ18 أصبح الشاي علامة من علامات التحضر الثقافي ، بقى يعرفوا المثقف من شرب الشاي .

من الاقتصاد في شربه إلى تجرعه بنهم
 في القرن التاسع عشر ظهر الشاي في الموانئ الأوروبية، وكان يباع بأسعار باهظة وبكميات قليلة ولا يشربه الانجليز إلا في حالات قليلة ، وكان من المقرر أن يستمر الشاي على هذا الوضع ، ولكن بلد واحدة غيرت تلك الكيفية وبدأت تشربه بنهم فتغير بسببها مصير الشعوب والبلاد وهي انجلترا ، وذلك بعد زواج "تشارلز الثاني" ملك انجلترا من "كاثرين من براجانزا" ابنة ملك البرتغال .. وقتها كانت النساء هي من تدفع المهر للرجال وليس العكس كما نشهده الآن ، وكان مهر كاثرين لتشارلز ثروة طائلة من الذهب فضلا عن مدينة بومباي في الهند ، إضافة إلى صندوق شاي صغير ، لان الأميرة كانت تعشق الشاي حتى أدمنته ، ما جعل جميع الطبقات الارستقراطية آنذاك تقتدي بالعائلة المالكة .

لماذا أصبح في متناول الفقراء ؟
وذلك عندما قامت شركة "بريتش ايست انديا كومباني"، باستيراد  كميات هائلة من الشاي ، ما جعلها تنجح في إخراجه خارج القصور ، ومن بعدها بات في متناول الجميع حتى الفقراء .