أعلنت وسائل إعلام تابعة لتنظيم داعش أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي رشح أحد مساعديه هو عبد الله قرداش خليفة له، فيما قال خبير أمني إنه عراقي تركماني من الموصل يتصف بالقسوة والتسلط والتشدد.

 
إيلاف: في خبر عاجل لها قالت وكالة أنباء "أعماق" الناطقة باسم تنظيم داعش خلال الساعات الأخيرة وتابعته "إيلاف" إن "خليفة المسلمين أبو بكر البغدادي (حفظه الله) رشح المجاهد عبد الله قرداش لرعاية أحوال المسلمين في الدولة الإسلامية".
 
بذلك عبد الله قرداش أصبح مرشحًا لخلافة البغدادي في حال وفاته أو مقتله في المواجهات الجارية حاليًا مع القوات العراقية لتدمير بقايا جيوب تنظيم داعش في غرب وشمال البلاد. ويطلق على عبد الله قرداش "أبو عمر التركماني"، حيث إنه ينتمي إلى القومية التركمانية، وهي الثالثة في العراق بعد العربية والكردية.
 
وكشف الخبير الأمني الاستراتيجي المتخصص في شؤون الإرهاب والجماعات المتطرفة فاضل أبو رغيب في تغريدة له على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم، وتابعتها "إيلاف"، أن "خليفة البغدادي المنصب توًا كان معتقلًا في بوكا، شغل منصب شرعي عام القاعدة خريج كلية الإمام الأعظم/الموصل، كان مقربًا من القيادي أبو علاء الأعفري، وكان والده خطيبًا مفوهًا وعقلانيًا، اتسم قرداش بالقسوة والتسلط والتشدد، وكان أول المستقبلين للبغدادي إبان سقوط الموصل (في منتصف عام 2014). 
 
وكالة أعماق تعلن ترشيح البغدادي لقرداش كخليفة له
وبوكا معتقل أميركي أنشأته القوات الأميركية في مدينة البصرة الجنوبية عقب دخولها إلى العراق في ربيع عام 2003، حيث احتجزة فيه قادة تنظيم داعش وبينهم البغدادي نفسه.
 
وأوضح الخبير الأمني العراقي أنه سبق أن توقع قبل عام بتعيين قرداش مساعدًا للبغدادي وخليفة له حين أشار حينها إلى أن "أبرز مرشحيّ خلافة البغدادي: أبو هاشم الجزراوي القرشي ود.عبد الله قرداش العفري".
 
وسبق للقيادي في تنظيم داعش إسماعيل العيثاوي "أبو زيد العراقي" أن أوضح في مقابلة صحافية عقب اعتقاله في مطلع العام الماضي أن قرداش من المرشحين لخلافة البغدادي.
 
البغدادي مصاب بشلل الأطراف
وكان رئيس خلية الصقور الاستخبارية مدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية قال في 29 من الشهر الماضي إن الخلية استطاعت إحباط أكبر مخطط إرهابي في عام 2019 لاستهداف العاصمة بغداد ومحافظات أخرى، فيما وصفها بحرب اختراق استخبارية طويلة تقودها الخلية.  
 
وأشار إلى أن غالبية قيادات داعش الإرهابية التي رجعت إلى العراق اتخذت من الأنفاق وأطراف محافظة نينوى الشمالية مقار موقتة لها.. موضحًا بالقول "من ضمن هؤلاء الذين شخصناهم كل من: ملا غريب قرداش آمر قاطع البادية، وهو من أهالي تلعفر في نينوى وأبو أحمد الراوي في قاطع الأنبار وأبو ياسر العيساوي أمير قاطع شمال بغداد".
 
زاد القائد الأمني البصري قائلًا إنه بعد مقتل قياداتها في الحرب السرية والأنفاق في المنطقة الغربية والانتكاسة العسكرية لداعش في العراق وسوريا أصبح هناك خطر داهم "على المجرم إبراهيم السامرائي والملقب بالبغدادي" الموجود حاليًا في سوريا من معاونيه العرب والأجانب، حيث عمد ولتلافي التهديدات إلى جعل العراق ولاية واحدة، وجعلها ولاية أمنية تتحرك في عملها على المفارز الأمنية خلافًا لما اعتاد عليه عمل التنظيم بتسيير مفارز قتالية وكذلك أعطى أولوية كبرى للتصدي للتهديدات الاستخبارية وحفظ التنظيم من الاختراقات.
 
ولفت إلى أن البغدادي ما زال يتمتع بنفوذ قوي وطاعة بين أتباعه من جنسيات أجنبية وعربية وعراقية، وقد أجرى تغييرات لتعويض الإرهابيين الذين قتلوا على يد الصقور خلال العمليات المشتركة في سوريا وعمليات تحرير نينوى والرمادي وصلاح الدين وباقي المناطق المحتلة، رغم أنه يعاني من عجز وشلل في أطرافه بسبب إصابته في العمود الفقري خلال عملية لخلية الصقور بالتنسيق مع طائرات القوت الجوية بشظايا صاروخ أثناء اجتماعه بمعاونيه في منطقة (هجين) السورية في محافظة دير الزور السورية القريبة من الحدود العراقية قبل تحريرها عام 2018، حيث تعد هذه ثاني ضربة موجعة للبغدادي وقياداته، إذ قتل خلالها عدد كبير منهم، وكانت البداية لذوبان أسطورة داعش وانهيار عناصره في العراق.
 
يشار إلى أن القوات الأمنية العراقية تشن بين الحين والآخر منذ أشهرعمليات أمنية واسعة شملت مناطق في محافظات نينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين في شمال شرق وغرب بغداد، حيث إنه وبرغم الإعلان الرسمي في أواخر عام 2017 عن هزيمة داعش في العراق، إلا أن القادة العسكريين العراقيين يؤكدون أن التنظيم يمتلك خلايا نائمة تعمل بشكل فردي في المناطق المحررة من سيطرته.