أيمن غالى
شوفنا من كام يوم خبر بدء الهيئة الهندسية في رصف الطريق المؤدي لدير الأنبا صموئيل وإللي شهد حادثتين داميتين راح فيها ناس كتير مع تراخي وتواطوء أمني في عدم التدخل السريع ورفض التحرك لإنقاذ الضحايا إلا بعد المجازر بوقت كافي وتأكيد رهبان الدير للأمن بهروب الجناة ..

هل طلب الدير رصف الطريق ؟
المثير في الأمر إن الدير لم يطلب يوماً رصف الطريق الرملي ولم يطلب أي مساعدة حكومية في تمهيدة من دك المناطق الرملية بالحجارة، وإكتفاء الدير بإمكاناته ومعداته في تمهيد وصيانة الطريق من وقت للتاني .. وسبق للدير من سنوات شراء معدات ثقيلة مخصوصة لهذا الغرض وتكفل بالمهمة دون طلب ذلك من المسئولين علي مدار عشرات السنين ..

لماذا رفض الدير رصف الطريق خلال ما يقرب من 30 سنة ؟
المثير أكتر إن الدير رفض عدة عروض من شركات مقاولات عرضت تبرعها برصف الطريق من سنين طويلة - والدير ممثلاً في رئيسه الأنبا باسيليوس الصموئيلي - بدون مقابل ..

لما نقرا في تاريخ الرهبنة حا نلاقي تعبير مهم جدا ذُكر عن منطقة رهبانية بشمال الدلتا في منطقة المستنقعات حيث البعوض والظروف المعيشية والبيئة السيئة؛ بيقول: ولم تصلح لسكني البشر فصلحت لسكني الرهبان ..

والمعني مفهوم في بحث التجمعات الرهبانية عن أماكن لا تصلح لسكني البشر حتي ينعموا بالهدوء وبطول التاريخ نجدهم يسكنون المناطق الغير مأهولة خارج المدن والبعيدة عن العمران بمئات الكيلو مترات أحيانا من مستنقعات كشمال الدلتا أو مناطق جبلية وصخرية كمنطقة أديرة جبال البحر الأحمر أو مناطق نائية كجبل نيتيريا ووادي النطرون والمناطق الرهبانية القديمة غرب الإسكندرية ومنطقة دير الأنبا صموئيل حاليا وهكذا ..

وشوفنا حجم الإزعاج إللي تم للمجتمع الرهباني لدير مارمينا بصحراء مريوط حيث زحف العمران إليه وأحاطه وتسبب في العديد من المشاكل للدير ومنشآته لإرتفاع المياه الجوفية إلي جانب عدم هدوء المنطقة وغيرها من الأمور الغير مناسبة للحياة الرهبانية .. ومشاكل لأديرة أخري بسبب الزحف العمراني في منطقة أديرة وادي النطرون ..

ولأن دير الأنبا صموئيل في نهاية وادي يمتد لحوالي 22 كم؛ بدأ الزحف العمراني للوادي بغرض إستزراع أراضيه وإنشاء مجتمعات عمرانية بالمنطقة وإللي من أهم مشاكلها هو عدم رصف الطريق (مشترين الأراضي هم إللي عاوزين الطريق يترصف) ..

وإلي جانب التأثير علي هدوء المنطقة الرهبانية سيواجه الدير قمة الكوارث البيئية وهي:
يقع الدير في نهاية الوادي .. وطبوغرافية الوادي فيها مشكلة كبيرة؛ إللي هي إن الوادي بيبدأ بأعلي إرتفاعاته في بدايته وبينتهي بالدير إللي في أدني نقطة في الوادي ..

طيب وإيه المشكلة ؟
أقول لكم:

المجتمعات الزراعية إللي نشأت؛ مالهاش صرف زراعي؛ يعني عملية الصرف الزراعي بتدفع مياة الصرف في إتجاه إنخفاض الوادي ولمنطقة الدير، والنتيجة إرتفاع منسوب المياة الجوفية لنص متر بعد ما كان 1.5 متر سنة 1990 حسب متابعاتي الشخصية، وإرتفاع نسبة الأملاح في التربة، وتلاقي الملح في سياحات علي وش الأرض قبل الدير ببضعة كيلو مترات ..

والنتيجة الحالية: تطبيل أراضي الدير ومزارعه (6000 فدان مشتراة) وتقزم جميع أشجار مزارع الدير وعدم صلاحية التربة للعديد من المحاصيل ..

يعني مئات الآلاف من الأفدنة في الوادي في حال رصف الطريق سيسهل الوصول لها وزراعتها من المستثمرين وستصب مياة صرفها الزراعي في أراضي الدير وفي أقل من شهور قليلة ممكن الدير يتحول لبحيرة بنفس فكرة تكوين بحيرتي قارون بالفيوم ومريوط بالإسكندرية إللي مصدر مياههم هي مياة الصرف الزراعي من الأراضي إللي حواليهم ..

يعني علاج المشكلة تباعا حا تكلف مئات الملايين وجهود دولة لا إمكانات الدير البسيطة لإنقاذ أراضيه من التطبيل وإرتفاع ملوحة التربة وإللي حاليا وصلت لأعلي معدلاتها وفقدانها لصلاحيتها للزراعة ..

يعني الدير ما طلبش رصف الطريق ؟
طبعا ما طلبش وكل إللي طلبه تأمين الطريق والأمن علي مدي سنتين بيرفض تأمين الطريق بحجة عدم رصفه وإن تأمين الطريق سيتم بعد رصفه ..
والنتيجة حا تكون كارثة بيئية عانت منها مدينة بومينا الأثرية بمريوط (علي مساحة 300 كم مربع) ودير مارمينا ومزارعه وتعاني منها واحة سيوة وتهدد بغرق أراضيها ..

يعني رصف الطريق تم فرضه علي الدير
عرفتم حقيقة الموضوع وسبب رفض الدير علي مدي 30 سنة لرصف طريق الدير وليه، وحجة الأمن في عدم تأمين الدير وإكتفاؤه بمنع خروج الرهبان للعلاج أو إنهاء مصالح الدير ومنع الزيارات له ومنع دخول الإمدادات الغذائية والدوائية للدير علي مدي سنتين ؟

أتمني يكون الموضوع إتضح لكم بصورة كافية ..