كتبت – أماني موسى

ناقش الإعلامي جعفر عبد الكريم في برنامجه "جعفر توك" المقدم عبر شاشة DW، مسألة تعدد الزوجات، وبحسب استطلاع رأي أجراه البرنامج تبين أن 28% يؤيدون تعدد الزوجات، و65% يرفضون التعدد، 7% اختار لا أدري.
 
صاحبة مبادرة تعدد الزوجات: لا يستطيع أحد سن قانون يمنع التعدد
وأيدت رانيا هاشم، كاتبة مصرية وصاحبة مبادرة تعدد الزوجات، التعدد مؤكدة أنه لا يعد انتهاك أو تعدي على المرأة، وأنه لا يستطيع أحد سن قانون يمنع تعدد الزوجات.
 
ناشطة عراقية: التعدد إهانة للمرأة ولا بد من سن قوانين تمنعه
بينما اعتبرت موج الدراجي، ناشطة حقوقية عراقية، أن التعدد هو إهانة للمرأة وأن الرجل لن يتمكن من أن يعدل بين أربع زوجات، وعليه لا بد من سن قوانين تمنع تعدد الزوجات.
 
رانيا هاشم: تعاليم الإسلام مناسبة لكل العصور والتعدد حق للمرأة لصالحها
وأضافت رانيا هاشم، أن تعاليم الإسلام جاءت مناسبة لكل العصور ولا يحق لأحد أن يقول أن هذا الحكم أصبح باليًا أو غير مفيد لهذا الواقع، ومن تعاليم الإسلام فأن تعدد الزوجات هو حق للمرأة مثلما هو حق للرجل، وليس امتياز للرجل كما يروج البعض.
 
المرأة إنسان كامل ولا يجوز إهدار حقوقها وكرامتها بالتعدد
وردت موج الدراجي، بأن المشكلة تكمن في سوء فهمنا للتنزيل الحكيم للآية نفسها التي أخذت بتفسير معين وليس بالسياق العام، فالمرأة إنسان كامل عندها نفس الأحاسيس من الناحية العقلية أو النفسية، ولا يجوز إهدار حقوقها أو كرامتها فقط لكونها امرأة.
 
امرأة مغربية تروي مأساتها كزوجة ثانية: التعدد لا يوجد به سوى المشاكل ولا يمكن يعدل بين زوجاته
وألتقى جعفر مع امرأة مغربية تزوجت من رجل وصفته بـ حب حياتها، ولكنها تفاجئت بأنه متزوج، والتي قالت: لو كنت أعلم زواجه من امرأة أخرى ما كنت تزوجته أبدًا، حتى إذا كان بالنسبة إلى الأكسجين والهواء الذي أتنفسه، أو إذا كان أخر رجل بالعالم.
وأوضحت أنها عانت مع هذا الشخص من كونها زوجة ثانية، واستمرت معه 6 سنوات رغمًا عنها، مشددة: تعدد الزوجات لا يوجد به شيء سوى المشاكل.
مشيرة إلى أن زوجها سوري، وأخفى عنها أنه متزوج، وعاشت أيام تعيسة مع ضرتها وكان يمتهن كرامتها، ثم أعلن عن رغبته بزيجة ثالثة.
فلجأت إلى افتتاح منزلها كصالون، لتصرف على ابنها، بعد أن امتنع زوجها عن المصروفات، وأنها حتى لم تتمكن من الخوض في إجراءات الطلاق لارتفاع تكلفة المحامي التي لن تتمكن من دفعها، لكنها ترفض أن تعود كزوجة ثانية.
 
حاولت التأقلم مع زوجة زوجي ولم أنجح.. لم يعدل بيننا حتى في العلاقة الجنسية
وبكت قائلة: فعلت كل شيء لهذا الشخص ولكنه ما يستاهل، ضيعت شغلي ومستقبلي، وأنا سأتركه وما عاد بدي إياه.
وحول صعوبة أن تكون زوجة ثانية، قالت أنها حاولت أن تصبر وتتقبل الوضع وتتأقلم معه من أجل تكوين أسرة، لكن الأمر نفسيًا وجسديًا صعب أن تعلم بأن امرأة أخرى تشاركك زوجك، هذا أمر جدًا صعب.
 
وأوضحت أنه ما كان يستطيع أن يعدل بينهما في التعامل والأسلوب وحتى المعاشرة الجنسية.
 
كان يسب زوجته الأولى ويصفها بأبشع الصفات
مشيرة إلى أنه في بداية العلاقة كان يسب زوجته الأولى ووضع بها كل مساوئ الدنيا، حتى أنه ظنت أنه ضحية لهذه الإنسانة الشريرة.
 
كيف يطالبون المرأة بتحمل رؤية زوجها يحب أخرى ويعاشرها؟
متساءلة: كيف يطالبون المرأة أن تتحمل رؤية زوجها في أحضان امرأة أخرى، يحبها، يتغزل بمفاتنها، ويعاشرها، هذا كمن يحمل خنجر ويضعه في قلب المرأة –على حد قولها-.
 
التعدد ليس خطأ بحد ذاته
وعلقت هاشم صاحبة مبادرة تعدد الزوجات، مبادرتي لا تؤذي أو تضر السيدات، وأن التعدد يعالج المشاكل الزوجية، ومع كامل احترامي لتجربة بشرى لكن زوجها كان مخطئ في التطبيق، ولم يخطئ في التعدد بحد ذاته.
 
متزوج من 3: أعدل بينهم ماديًا لكن عاطفيًا لا استطيع أن أعدل بينهم فقلبي يميل لواحدة دون الأخريات
 
بينما قال يوسف القعيط، محامي سعودي متزوج من 3 سيدات، لا يمكن أن أذكي نفسي وأقول أني عادل بين زوجاتي الثلاثة، لا يمكن، لكني أستجيب لأمر الله ببذل الجهد للعدول بين الثلاثة، ماديًا، لكن هذا العدل لا يمكن أن يتم على الجانب العاطفي، فلا يمكن أن يكون الميل القلبي للرجل لواحدة منهن مثل الأخريات.
 
التعدد يحل مشكلة الخيانة الزوجية والعنوسة
وتابع، أن تعدد الزوجات يحل برأيه مشكلة الخيانة الزوجية، والعنوسة، وتأخر سن الزواج.
وشدد بقوله أن التعدد هو تطبيق لشرع الله من شخص قادر على التعدد والعدل.
 
وقال جعفر، الزواج هو الحب والإخلاص لشخص واحد، ورد عليه القعيط، هذا مفهومك أنت لكن ليس مفهوم الدين. 
 
الشيخ محمد علي: لا يمكن أن نعيش بمفاهيم وقيم كانت سائدة منذ أكثر من ألف سنة
بدوره الشيخ محمد علي العاملي، مدير عام حوزة الإمام السجّاد العلمية في لبنان، تعدد الزوجات في أساسه به خلل، فإذا كان هذا متاح في الأزمنة السابقة، لكن المجتمعات تتطور ولا يمكن أن نعيش بمفاهيم وقيم كانت سائدة منذ أكثر من ألف سنة، وأنا هنا لا أنادي بتغيير شرع الله، لكن تطوير المفهوم، فتعدد الزوجات ليس حكم مثل الصوم أو الصلاة أو الحج، لكنه يندرج تحت بند التنظيمات الاجتماعية التي وجب علينا تطويرها بما يتناسب مع مصلحة الكائن البشري.
فقاطعته رانيا الهاشم بقولها، حتى مع تطور المجتمعات فأن الأفكار الاجتماعية ثابتة.
بينما تساءلت موج الدراجي، قائلة: بشهادة رجل متزوج من ثلاثة فأنه لن يقدر أن يعدل بينهم من الناحية العاطفية وأن قلبه يميل لواحدة دون الآخريات، وهذا يعني لا مساواة ومن ثم لا عدل.
وأضاف الشيخ محمد علي، أن الإسلام لم يوجب تعدد الزوجات لكن أباحه، إذًا نحن أوجدنا تشريع قانوني في مقابل المباح لا نحرم شيء واجب، لكن نحسن حياة البشر وفق التطور المجتمعي.