لقي أكثر من 30 شخصًا مصرعهم وأصيب أكثر من 50 آخرين في آخر سلسلة لهجمات إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد هجومين لا يفصل بينهما أكثر من 13 ساعة.

كما قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 37 آخرون في حوادث إطلاق نار اليوم الأحد في مدينة شيكاغو.

وكتب المتحدث باسم شرطة المدينة أنتوني جوليلمي عبر تويتر: "إنها 24 ساعة مأساوية لبلادنا. نتوجه بصلواتنا وتعازينا لجميع المتضررين من عنف الأسلحة النارية الأحمق هذا. نحقق في شيكاغو في حادثي إطلاق نار... ولا يوجد أي علاقة معروفة بينهما وبين حادثي إطلاق النار في إلباسو (تكساس) أو دايتون (أوهايو)".

يأتي ذلك في ظل أسبوع بدأ بإطلاق نار آخر على مهرجان للطعام بولاية كاليفورنيا، حيث أطلق أحد الأشخاص النار بشكل عشوائي يوم الأحد، ليقتل ثلاثة أشخاص قبل أن ينتحر.

جاء ذلك أيضًا بعد قتل موظف لاثنين من زملائه بالرصاص، في مدينة والمارت في ولاية مسيسيبي القريبة من مدينة إل باسو بتكساس.

وفي يوم الثلاثاء، أطلق الموظف النار على زملائه وقتلهم وأصاب رجل شرطة أيضًا حينما تدخل في الأمر.

"مجزرة كراهية"
المجزرة الأولى اليوم الأحد، شهدت العدد الأكبر من الضحايا وكانت بمدينة إل باسو بولاية تكساس الحدودية مع المكسيك، وأطلق شاب أبيض يبلغ من العمر 21 عامًا النار على عدد كبير من الأشخاص في متجر بالمدينة التي يسكنها عدد كبير من ذوي الأصول اللاتينية، ليقتل 20 شخصًا.

وذكرت تقارير محلية أن المنفذ هو باتريك كروسياس، وبحسب بيانات رسمية محلية فإن ملفه يشير إلى أن "هناك رابطا محتملا بجريمة كراهية".

لكن المنفذ أشار في بيان له على موقع "8 تشان" الذي يستخدمه متطرفون، إلى أن جريمته جاءت لمواجهة ما وصفه بغزو أصحاب الأصول الإسبانية لولاية تكساس.

كما أشاد في بيانه بالهجوم الإرهابي المسلح الذي استهدف المسجدين بنيوزلندا، وأسفر عن مقتل 51 شخصًا كان أغلبهم يصلون الجمعة.

ويعد هذا الهجوم ثامن أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في التاريخ الأمريكي الحديث بعد واقعة عام 1984 في سان إيسدرو التي قتل فيها 21 شخصا.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف الحادث عبر حسابه بموقع تويتر بأنه "عمل جبان"، قائلا "أقف مع الجميع في هذا البلد للتنديد بالعمل المقيت اليوم. لا توجد أسباب أو أعذار يمكن أن تبرر على الإطلاق قتل أشخاص أبرياء".

ويأتي الهجوم في ظل الانتقادات المتواصلة من الرئيس الأمريكية للحزب الديمقراطي والمعارضين لسياسات الهجرة التي يريد تطبيقها، بجانب هجومه المتواصل على المهاجرين القادمين من الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، والذين يجدون الحدود الأمريكية مع المكسيك مغلقة أمامهم ويقضون أشهرا في مراكز مهاجرين غير لائقة.

"دماء جديدة"
الهجوم الدموي الثاني كان في ولاية أوهايو وقالت الشرطة المحلية إن مسلحا أطلق النار بوسط المدينة ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 26 آخرين.

قالت الشرطة إن إطلاق النار لم يستغرق حوالي 30 ثانية من القاتل الذي بدا عليه الاحترافية، حيث حمل سلاحا آليا وارتدى واقيا من الرصاص، وأضافت أن وجود عناصر شرطة في مكان قريب منع وقوع كارثة.

كما صرح مساعد قائد الشرطة في الولاية، مات كاربر، بأن بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي في مدينة أوريجون التي تشتهر بالملاهي الليلية والحانات.

وتابع أن الدافع وراء إطلاق النار لم يتضح، وأن التحقيقات جارية في الأمر لكن المحققون يعتقدون أن المسلح تصرف من تلقاء نفسه.