زهير دعيم
كتب أحد الأشخاص المهمّين في المجتمع المحليّ ؛ كتب في تغريدة على صفحته يقول بما معناه : " ما أشطرنا ، فالمطعم عندنا نسمّيه : مطعم السّلام وكذا المتنزّه والمؤتمرات والنّدوات والحارات والشوارع والمحامص وأسماء البَّشر...
 
كتبَ والتهكّم الممزوج بالحزن يملأ كلّ حروفه ، كيف لا والليل في كلّ ليلة يأتينا بأخبار سوداء تُكرّر نفسها ، فهنا فلان طعن أمّه العجوز حتّى الموت ، وعلّان أطلق النّار من سيارة عابرة فقتل رجلًا وزوجته أمام عيني طفلهما وثالث أطلق النار على عروس كانت تتجلّى فأصيبت بجروح متوسطة !!! ورابع وخامس والحبل على الجرّار ولا يريد هذا الحبل ان يهترىء أو ينقطع ويا ليته يفعل!
 
ونروح نُندِّد ونرفع عقيرتنا بالصُّراخ ، ونسدُّ مفارق الطرقات في قرانا وبلداتنا حاملين لافتات كبيرة : " لا للعنف " .
 
ونلوم الشُّرطة بالتقصير - وأنا لا أعفيها تمامًا - ، ويخرج الينا أحد السياسيين المخضرمين – وكلّهم كذلك- ... يقوم عن كرسيه وسرعان ما يعود اليها ...يقوم ليندِّد ويطالب بالتحقيق والمعاقبة بيد من حديد .
 
.وتدور الأرض حول نفسها ، لينسدل ستار الليل من جديد لنصحو صباحًا على جريمة هنا وأخرى هناك ، ومصاب هنا ومُصابة هنالك، وهكذا دواليْك كما تقول العرب ، لتعود جوقة المحتّجين لتصرخ من جديد وبالنغمة عينِها.
 
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : 
 
ما هو الحلّ ؟ 
والحلّ في الواقع ليس لديّ ، ولكن لديّ بعض الحلول والتي يعرفها البعض ولا نطبّقها بحذافيرها ..حقيقة الحياة جميلة وهي تحتاج الى السلام ، والسلام يبدأ من النفس وكذا المحبّة لتنتشر في البيوت من خلال التربية والاخلاقيات الجميلة التي نزرعها ، فإن زرعنا قمحًا حتمًا سنحصد قمحًا قد يكثر وقد يقلّ .
 
وإن زرعنا زؤانًا وسلاحًا مُهرّبًا وعنفًا واغتصابًا وطمعًا فسنجني زؤانًا وجريمة ومطاردة بوليسيّة .
 
نعم السلام مع الله ومع النفس اولًا ثمّ مع المحيطين شيء جميل وأكثر .
 
والبيت أروع حقل وأجمل مدرسة لغرس بذور المحبة والسلام واحترام الغير وحقوقهم وخصوصياتهم ، وتليه المدرسة إيّاها بمنهاجها الجميل والذي يبذر الاخلاقيات والتربية قبل العلوم والاحترام قبل جدول الضّرب . 
 
وأخيرًا الصّلاة بل أولًا الصّلاة ، فنحن في هذا الوقت العصيب والذي تتفاقم فيه الجريمة أحوج ما نكون لنرفع عيوننا نحو السّماء ونقول بانكسار : " يا ربّ ارحمنا وأعطنا سلامَكَ" . وأنا على ثقة بأنّ السماء ليست من حديد أو نحاس إن نحن قمنا بواجبنا تُجاه أولادنا ومجتمعنا فسوّرناه بالمحبّة ولوّناه باحترام الغير واحترام حقوقهم.
 
أيامكم سلام حقيقيّ !