النبى يحيى هو آخر أنبياء العهد القديم، ابن خالة النبى عيسى «المسيح»، عليه السلام. كان «المسيح» يحبه ويحترمه ويقدِّر صعوبة حياته ورسالته. وقد رفعه إلى درجة كبيرة..

 
عندما بلغ «سيدنا عيسى» الثلاثين من عمره، حضر من الجليل إلى الأردن، وتعمّد على يديه فى المكان الذى يُعرف اليوم بـ«المغطس» فى نهر الأردن شمال البحر الميت.. لذا يُسمى «يوحنا المعمدان».
 
ماذا حدث لهؤلاء جميعًا بعد مقتل يحيى عليه السلام؟. طبعًا التاريخ حكى حكايات مختلفة، ولا أحد يستطيع أن يجزم أين الحقيقة.. ما بين رواة مختلفين، نذكر ما حكوه لأن الكتب المقدسة لم تذكر الكثير.
 
حكاية أولى تقول إن فازالياس، والد زوجة الحاكم «أنتيباس» الأولى، التى طلّقها من أجل «هيروديا»، ابنة حاكم النبطية، عرف بما حدث لابنته.. فلم يسكت وبدأت حرب على الحدود تسببت فيما بعد فى اتهام «أنتيباس» بالتآمر ضد «كاليجولا»، حاكم روما، الذى أمر بنفيه فى بلاد «الجول»، كما كان يُطلق على فرنسا، وصحبته زوجته «هيروديا»، التى تُوفيت فى مدينة ليون، ثم أمر بنقله إلى إسبانيا، حيث تُوفِّى سنة 41 بعد المسيح.
 
وذكرت قصص أخرى إصابة «هيرودس» بالجنون واستمرار سماع صوت سيدنا يحيى حتى بعد مقتله.. وقيل إن «هيروديا» نفسها جُنّت.
 
أما «سالومى» فقد قيل إنها تزوجت مرتين، وقيل إنها أُصيبت بالجنون، وقيل إنها ماتت وهى تسبح فى بحيرة جليدية تسببت فى قطع رأسها، حسبما كتب مؤرخ يهودى.
 
أما بالنسبة لسيدنا يحيى فقد جاء تلاميذه وأخذوا جثته ودفنوها، ثم جاءوا إلى السيد المسيح عيسى، وأخبروه بمقتل يحيى، عليه السلام، فحزن كثيرًا وقال: «لم يقم فى مواليد النساء مَن هو أعظم منه».
 
مقام النبى «يحيى» موجود فى الجامع الأموى فى دمشق فى سوريا، أُقيمت عليه قبة وبناء يشبه القلعة، ذكر المؤرخون فى كتبهم أن بعض العمال أثناء بناء المسجد عثروا على مغارة فى نفس مكان القبر، هى كنيسة «يوحنا المعمدان»، ونزل إليها الوليد بن عبدالملك، الخليفة الأموى، عندما أمر بإنشاء جامع لبنى أمية.. فوجد صندوقًا فيه سلة، بداخلها رأس سليم الجلد والشعر والملامح، مكتوب عليه أنه رأس «يحيى بن زكريا»، فأمر «الوليد» بتركه على حاله، وجعل عمودًا قائمًا على المغارة كعلامة مميزة، ثم وضع فوقه تابوتًا، ودوّن عليه اسم النبى يحيى بن زكريا. ويُقال إن سيدنا المسيح عندما سيأتى فى آخر الزمان سيكون هذا من فوق الجامع الأموى.. والله أعلى وأعلم.
نقلا عن المصرى اليوم