منذ عدة أيام طرح صديقى المخرج المثقف رضا شوقى عدة أسئلة فى بوست له على الفيس بوك، فى إطار الاحتفال بمناسبة مرور 59 سنة على بدء إرسال التليفزيون المصرى فى 21 يوليو 1960، وهى أسئلة تدور عن تحديات الإعلام ومستقبله من خلال تقييم الحال الآن، وأشاركه فى هذا المقال بعض الأفكار.

1- لا شك أن الإعلام المصرى مر بالعديد من المراحل، مع التأكيد على أن كل مرحلة كانت لها سماتها وملامحها وأهدافها سواء حققتها أم لا، وبعد أحداث 25 يناير 2011 كان لا بد من إعادة النظر فى منظومة الإعلام، خاصة أنها أسهمت فى الوصول لحالة التشتت الوطنى المرتكز على إشاعة مناخ الفوضى والتشكيك فى كافة الرموز الوطنية.

2 - فى تقديرى، لا يزال إعلامنا غير جاذب للمشاهد، وهو الأمر الذى كرس لتأثير مواقع التواصل الاجتماعى، ليس فقط فى تشكيل الرأى العام، ولكن أيضاً فى التأثير على الإعلام، من خلال تناول برامج التوك شو للقضايا التى تسهم مواقع التواصل فى ترويجها وليس العكس.

3- بكل تأكيد.. بعض من تم تصنيفهم كنجوم للتوك شو، ومنهم من لا يزال موجوداً إلى الآن، هم من الكوارث الفكرية والإعلامية التى لعبت دوراً سلبياً فى ضياع «بوصلة» تشكيل وعى الرأى العام، وهى ظاهرة بدأت إلى حد كبير فى الانحسار.. بعد أن تسببت فى اختفاء الإعلامى الجاد والمحترف الذى يسهم فى سيناريوهات الحلول، لا الذى يبث الأفكار التشاؤمية والسلبية.

4 - حدث خلط ملحوظ وتداخل غير موضوعى بين الصحفى والكاتب، فضلاً عن التشابك بين الصحفى والإعلامى، وهو ما جعل البعض من «المتضخمين» يتأرجحون بينهما، وما نتج عن ذلك من إعادة الترويج لأفكار سابقة وتكرارها بأشكال مختلفة دون إنتاج أفكار جديدة حقيقية.. ولا ننس تحول البعض من الرياضيين والفنانين إلى إعلاميين. وما ترتب عليه من تراجع المهنية الإعلامية بسبب عدم القدرة على تقديم ما يجذب المشاهد بهمومه ومشاكله.

5- الإعلام هو جسر تداول المعلومات وتعميمها فى المجتمع، ومصداقيته تقع تحت الاختبار اليومى بين التهوين والاستهتار بما يحدث فى المجتمع أو التضخيم والتهويل مما لم يحدث من الأصل، وهو ما يعنى أن تراجع مصداقية وسائل الإعلام يعود إلى فقدها ميزة تحولها من مصدر للمعلومات إلى مصدر لترويج الشائعات والأوهام.

6- الإعلام صناعة مكلفة، ووسائل الإعلام أصبحت على وشك دخول العصر الرقمى الكامل.. الذى يتحول «الموبايل» فيه إلى شاشة ذكية للاتصال والتواصل والمشاهدة والتفاعل على شبكات التواصل الاجتماعى والإعلام الجديد، وهو ما لم نستعد له إلى الآن سواء بمضمون الأفكار أو معايير المحتوى الذى نريد بثه.

نقطة ومن أول السطر..
الإعلام، بأشكاله المكتوبة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، موهبة بالدرجة الأولى قبل أن يكون دراسة أكاديمية، وهى موهبة لها مكانتها، ولن تكون مهنة لمن ليس له مهنة على غرار ناشط سياسى فى بعض الأحيان.
نقلا عن الوطن