كتب – أماني موسى

تناولت إذاعة مونت كارلو الدولية، حصيلة إنجازات وإخفاقات الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي، وخارطة البلاد السياسية بعد رحيله، وحالة الحزن التي سادت تونس وشعبها عقب وفاته وتجلت بالأمس أثناء تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، خاصة أن الكثيرين يعتبرونه مهندس التوافق في تونس، وتسود حالة من الترقب عقب وفاته وإلى أين ستؤول الأوضاع في تونس.
يذكر أن السبسي تولى مسؤولية الحكم في البلاد منذ 2011 عقب الإطاحة بنظام حكم بن علي.
 
من جانبه قال الكاتب والإعلامي حسن الحسيني، انتقل الرئيس السبسي بعد حياة مهنية وسياسية حافلة، استمرت لأكثر من نصف قرن، بدأها في الخمسينات.
 
مشيرًا إلى أنه تولى العديد من المناصب الوزارية في عهد الحبيب بورقيبة، ثم عاد للساحة السياسية بعد الثورة التونسية، وترشح للانتخابات الرئاسية في 2014 أمام الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي وانتخب بنسبة 55.68% رئيسًا للبلاد متخطيًا بالأرقام منافسه منصف المرزوقي، وبأنه كان له دور هام في مرحلة الانتقال الديمقراطي في تونس، إثر الأزمة السياسية التي عرفتها البلاد في 2013 وانتهاج سياسة التوافق التي جمعته مع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة.
 
وأوضح أنه تخرج من كلية الحقوق، من جامعة السوربون، وانخرط في الحياة السياسية وقاوم ضد الاحتلال الفرنسي، وفي الستينات من القرن الماضي أسندت له عدة حقائب وزارية، مثل الداخلية والدفاع والخارجية، وصولاً إلى منصب الرئيس التونسي.
 
على جانب آخر قال صالح الحاج عمر، القيادي بحركة نداء تونس، الحزب الذي أسسه الرئيس الراحل، في مداخلة هاتفية لإذاعة مونت كارلو، نتوجه للشعب التونسي وعائلة الزعيم السبسي بخالص العزاء ونتمنى له الرحمة الواسعة، إذ أنه قدم الكثير والكثير لتونس على مدار عقود من الزمان.
 
وقال حسان القطبي، الباحث في التاريخ السياسي، تاريخ السبسي كان حافلاً، ويحسب له وقوفه في المرحلة الحرجة في أحداث ديسمبر 2011 عندما تولى رئاسة الوزراء في تلك الأوضاع واعتصامات القصبة 1،2، وكانت كل المؤسسات معطلة مع السيد الغنوشي، وهنا جاء السبسي في فترة حرجة جدًا بعد عطلة سياسية كانت منذ التسعينات حتى 2011، وعاد بقوة وتمكن بالكاريزما المعروفة لديه من تهدئة الأوضاع وإجراء انتخابات المجلس التأسيسي بطريقة ديمقراطية، وأعتقد أن هذه الفترة هي من أهم الفترات بالنسبة للرئيس السبسي وبالنسبة لتاريخ الجمهورية التونسية.
 
وتابع، أنه منذ دخول السبسي إلى قصر قرطاج رئيسًا للجمهورية التونسية، أصبح كل من ينتمي لحزبه أو فريقه السياسي يريد أن يخلفه بالعمل السياسي، ولكنه صرح أنه لن يورث أحدًا ولا بد من أن تتاح الفرصة للشباب.
 
وقال حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس التونسي الراحل، الباجي قايد السبسي، إن والده أوصى التونسيين قبل وفاته بأن يكونوا موحدين، وبأن البلاد أمانة في أعناقهم.
 
وشدد حافظ قايد السبسي على دعوة التونسيين لتوحيد الصفوف من أجل الحفاظ على مكاسب الثورة ومسار الانتقال الديمقراطي في البلاد، وتجنيب تونس سيناريوهات الفوضى والانقلابات.