عبد المنع بدوي
عبله الأن فى أواخر الستينات من عمرها ... تجلس بجوار شباك الطائره ، مرتديه فستان أنيق ، وتضع على وجهها مكياج هادىء ... تحدق من الشباك فى الفراغ السحيق ، الضابط " خالد " فى منتصف السبعينات يجلس بجوارها ، وعند دخول الطائره الأراضى المصريه يميل ناحيتها وهو يشير من شباك الطائره " هى دى مصر ياعبله " ... دى مدينة العلمين الجديده ، وده مبنى رئاسة مجلس الوزراء الصيفى ، وده مبنى القصر الرئاسى الصيفى ، وبعد شويه حاتشوفى العاصمه الأداريه الجديده وفيها أكبر مسجد وأكبر كنيسه .
 
.... ( عبله لاترد )
أحست عبله أنه أنضحك عليها ، وأن الكلام إللى بتسمعه ده كذب ، لأن الناس إللى شايفاهم من شباك الطياره أغلبهم تحت خط الفقر والقهر والمرض ، هؤلاء الناس لم يؤخذ رأيهم فى هذه الأنشاءات ، وأيضا ميزانية هذه المبانى سر حربى من أسرار الدوله .
 
الضابط خالد : إنتى بتفكرى فى إيه ؟
عبله .. تنهنه ولاترد 
 
الضابط خالد : إحنا بنمثل ... أنتى تبصى من الشباك ، وأنا أقولك " هى دى مصر ياعبله " تقومى تبكى وتدمع عيناكى من الفرحه والسعاده ، ويبقى ده أخر مشهد فى الفيلم ... لأننا لو كملنا الفيلم حنروح كلنا فى داهيه ... أنا قلت لك أهو وأنتى حره .