- لم يتم إنشاء مصانع في عهد عبد الناصر بل كانت ملكًا لأشخاص وتم تأميمها.
- تم بلورة ثقافة الكسل والأحلام في الستينات.
 
 
كتبت – أماني موسى
 
أشاد الإعلامي توفيق عكاشة، بارتفاع معدلات النمو الاقتصادي التي تشهدها مصر مؤخرًا، قائلاً أن مصر الغد لن تكون كمثل مصر الأمس، قائلاً: من يتابع حركة النمو الاقتصادي في مصر، سيجد أنها معدلات متميزة لم يكن يتوقعها أحد، والبعض يتساءل: هو فين النمو الاقتصادي دة والدنيا بتغلى علينا؟ 
 
عبد الناصر انتقل إلى النظام الاشتراكي القائم على كفالة الدولة للمواطن
وأوضح عكاشة في برنامجه "مصر اليوم" المقدم عبر شاشة الحياة، السبب في هذا يعود إلى ثورة 23 يوليو المجيدة، وما قام به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من تغيير النظام الاقتصادي الذي كانت تعمل به مصر، في الفترة السابقة للثورة وهو النظام الرأسمالي، حيث رأى الرئيس عبد الناصر أن يغير النظام الرأسمالي الحر إلى النظام الاشتراكي القائم على كفالة الدولة للمواطن.
 
بإتباع النظام الاشتراكي تحول الشعب من شعب منتج إلى كسول
وأصدر عبد الناصر الميثاق الذي كان أحد بنوده الهامة وقواعده أن يكون النظام المعمول به هو النظام الاشتراكي بحيث أن الدولة تكفل المواطن ماليًا من خلال الدعم للعيش والسكر والمواد التموينية والبترولية وخلافه.
 
هكذا تحول الاقتصاد المصري من اقتصاد دائن إلى اقتصاد مدين
وانتهى الأمر أن تحول الشعب من شعب منتج إلى شعب كسول، يعتمد على كفالة الدولة له ماليًا، وهو نفس النظام الذي تم تطبيقه في الاتحاد السوفيتي، الدولة بتملك كل حاجة، وقامت الدولة بملكية المصانع، فأصبح أن المصنع يكسب أو يخسر مش فارقة، المهم أن الرواتب والحوافز خارجة شهريًا للعمال، وكانت الدولة تصرف على المواطن من اللحم الحي.
يضاف إلى ذلك حينما كانت الدولة في حالة حرب، في 67 و73، وغيرهم، فبدأ الاقتصاد المصري يتحول من اقتصاد دائن إلى اقتصاد مدين.
 
كفالة الدولة للمواطن أثرت سلبيًا على الخدمات والتعليم والصحة والكهرباء والمياه والطرق
مشيرًا إلى أن الخسائر المتلاحقة بهذه المصانع مع مطالبات العمال بمستحقاتهم المالية من رواتب وحوافز، جعلت تصفية هذه المصانع أمر حتمي، وبدأت تصفية المصانع الخاسرة، وأطلق اليساريين الذين كانوا يتصدروا الشاشات والإعلام، نعرات خاطئة وتعاليم شريرة عن كفالة الدولة ووصايتها، متجاهلين أن كفالة الدولة للمواطن أثرت سلبيًا على الخدمات والتعليم والصحة والكهرباء والمياه والطرق، حيث أن الدعم يلتهم هذه الميزانيات، وإحنا نايمين، يا أسيادنا المثل بيقول خد من التل يختل، وإحنا التل عندنا اختل.
مشيرًا إلى أن مصر في ذلك الوقت سارت على خطى الاتحاد السوفيتي الذي كان يقول بأنه لا ملكية للشعب، لكن مصر خففت من حدة الأمر وجعلت 90% من ملكية الدولة ومؤسساتها، و10% ممتلكات الشعب.
 
في عهد عبد الناصر تم بلورة ثقافة الكسل 
مستطردًا الحديث عن نتائج قرارات ثورة 23 يوليو، قائلاً: الفلاح صحي الصبح وجد 5 فدادين نازلين له هدية من الإصلاح الزراعي، ببلاش، ويتخيل الشعب أن هناك ما يسمى بخاتم سليمان أو مصباح علاء الدين، وبدأ الشعب يعيش ويستغرق في هذا الحلم، بالإضافة إلى أن الفن في ذلك الوقت رسخ لهذه المفاهيم، فكان يتم عرض أفلام ترسخ للأفكار الهلامية، مثل مصباح علاء الدين لإسماعيل ياسين، فكان الفلاح استيقظ من نومه وجد في ملكيته 5 فدادين، وبالسينما يجد مصباح علاء الدين، وهكذا تمت بلورة ثقافة الكسل، وثقافة أن السماء تمطر ذهبًا وفضة للمواطن وليس هناك أي ضرورة للعمل.
 
في 25 يناير استمر الشعب في الأخذ من التل المختل
وتابع، ثم جاءت حربًا تستنزف الشعب المصري، وهي 25 يناير، فيجلس السواد الأعظم من الشعب المصري في البيوت على الكنب، وينزل نحو مليون شخص للشوارع يتحدثون باسم الشعب الجالس على الكنب، وتحدث فوضى في البلاد بعد تدمير جهاز الشرطة في 28 يناير 2011، ويستمر الشعب في الأخذ من التل المختل فتتراجع العملة، ومن ثم وجب تحرير العملة لتظهر قيمتها الحقيقية، وتبين ضعف الجنيه المصري وأن الانتاج في مصر منهار، من المسئول عن الإنتاج؟ من الذي ينتج بأي دولة بالعالم؟ والإجابة هم الشعب.
 
مدللاً بما حدث في ألمانيا حين انهارت عقب الحرب العالمية ومن أعاد بنائها هم الشعب.
 
النظام الاشتراكي فاشل ساقط دمر كل الدول التي عملت به
وأوضح أن مصر وشعبها يتحملون الألم لإعادة النظام الاقتصادي الرأسمالي بدلاً من النظام الاشتراكي الفاشل الساقط المدمر، الذي دمر جميع الدول التي أخذت به، فكل الدول التي أخذت بالنظام الاشتراكي دُمّرت، مثل دول أوروبا الشرقية بكاملها، الاتحاد السوفيتي بكامله، فنزويلا.
 
لم يتم إنشاء مصانع في عهد عبد الناصر بل كانت ملكًا لأشخاص وتم تأميمها
لافتًا إلى أن اليساريين يظهرون بالفضائيات للدفاع عن النظام الاشتراكي، وعمن يقول أن عبد الناصر أنشأ المصانع، أوضح عكاشة أن كل هذه المصانه كانت ملكًا لأشخاص وتم تأميمها.
 
فشركة الغزل والنسيج كانت ملكًا لطلعت باشا حرب، المقاولون العرب كانت ملك أسرة عثمان أحمد عثمان، والعديد من المصانع التي كانت ملكًا لمصريين وتم تأميمها.
 
وما نعانيه اليوم ناتج عن نظرة شعب اعتمد على تقديم الدعم من قبل الدولة، ولم يفكر يومًا كيف تدعم الدولة كل هذه السلع والخدمات؟!
 
بعد توزيع 5 فدادين على الفلاحين انهارت الزراعة وانحسرت الأراضي الزراعية وتراجع التصدير
كما أن انحسار المساحات الزراعية يعود لهذا السبب، حيث تم منح كل فلاح 5 فدادين، وبعد أن كانت مصر مصدرًا للعديد من المحاصيل الزراعية، بتنا اليوم نشهد انحسارًا بالمساحات الزراعية، وحفيد هذا الفلاح يملك 6 قراريط، متساءلاً: هيزرع فيهم إيه؟ نعناع ولا جرجير؟ 
 
 
كما أن تراجع مصر بزراعة القطن الأبيض طويل التيلة والذي جعلها من الدول الدائنة آنذاك، جعلها من الدول المدينة فيما بعد، حيث تم الاستغناء في المصانع عن القطن المصري طويل التيلة، والاستعاضة عنه بالقطن قصير ومتوسط التيلة، فأصبح القطن المصري لا قيمة له، وضُرب القطن المصري.