كتب – روماني صبري
سلط برنامج بـ"التفاصيل" المذاع عبر قناة (روسيا اليوم)، الضوء على ابرز انجازات الرئيس التونسي الراحل "باجي قايد السبسي"، وناقش سيناريوهات المشهد السياسي من بعده .

رائد الديمقراطية الجديدة
وعرض البرنامج تقريرا عن الراحل قال :" نعت صباح الخميس الماضي وفي رسالة إلى الشعب رئاسة الجمهورية التونسية الرئيس "باجي قايد السبسي" الذي توفي عن عمر ناهز الثانية والتسعين بعد رحلة طويلة أمضى معظمها متنقلا بين دواليب السلطة وأروقة السياسية، أغناها بالمساهمة في إجراء أول عملية انتخابية ديمقراطية في تاريخ تونس في 2011 وتوجها بانتخابه كأول رئيس يختاره الشعب بشكل مباشر.

أنجح المسار الديمقراطي
وقال فيصل شريف – أستاذ التاريخ السياسي -  ردا على سؤال : ما هي أهم البصمات التي خلفها الرئيس الراحل بعد مسيرة طويلة حافلة؟ :" أولا يوم رحيل السبسي هو يوم حزين على تونس ، نظرا لتزامنه مع الذكرى الـ62 على تأسيس الجمهورية التونسية .

واستطرد موضحا :"السبسي من الرواد  الذين أسسوا الدولة الوطنية التونسية ، أسس الاستقلال عام 56 ، وتولى العديد من المناصب ، حنكته السياسية، جعلت التونسيين يلجئون إليه بعد ثورة 2011 باعتباره ابرز واهم الوجوه القديمة لنظام الحبيب بورقيبة .

بعدها فاز بأغلبية في الانتخابات الرئاسية أمام المرزوقي ، وبعد وصوله للحكم لم يقم بتصفية حساباته مع خصومه السياسيين مثل ما يحدث في البلاد الأخرى ، بل عمل على إنجاح المسار الديمقراطي ، من خلال عمله مع حركة النهضة ، حتى كون توافقا سياسيا نادرا ما يحدث في العالم العربي .

لم يلتفت للخصومة السياسية
ومن جانبه قال زبير الشعودي – عضو مجلس الشورى في حركة النهضة – ردا على سؤال : كيف أسهم حوار السبسي مع حركة النهضة تجنيب البلاد من دخول النفق المظلم :"  رحم الله رئيس الدولة السبسي واسكنه جنته ، بداية الحوار كانت تحت ضغط هائل من القوة السياسية بصفة عامة ، في النهاية استطاع  السبسي أن يتجاوز الضغوطات والصراعات ويلجا للحوار حتى بدأت التفاهمات بين القوى السياسية .

وأردف :"الجانب الثنائي بين الشيخ راشد الغنوشي والسبسي هو الغالب على هذه التجربة ، هذا الرجل لم يلتفت للخصومة السياسية.. كان رجل دولة بحق ، وطوال تاريخه كان له شهادات ذات قيمة وستبقى ذات قيمة مهما مر العمر .

وحد التونسيين
أما رياض الصيداوي – مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية – فقال :" السبسي لم يكن يحب الفرقة ، لذلك عمل على توحيد التونسيين ، والدليل مساعيه لوقف العنف .. سعى لوفاق سياسي ونجح في ذلك ، هذه ما يؤكده الواقع في تونس .

هذا الرجل جنب البلاد الكثير من المخاطر ، لم يعتمد في برنامجه على مناكفة ومكايدة خصومة ، كان يؤمن أن الصراعات السياسية تدمر ولا تجمع وتسفر في النهاية عن خراب البلاد .

المشهد السياسي بعد السبسي
وأوضح ، يجب على المشاهد العربي إن يعي أن النظام السياسي في تونس برلماني متعدد ، بمعنى أن البرلمان يشرع يحكم أكثر من رئيس الدولة .. رئيس الدولة له رمزية كبيرة اعتبارية وصلاحياته أكثر في القضايا الخارجية والدفاع .

ورئيس الحكومة ينبثق من البرلمان هو الذي يشرف على الوزارات الأخرى التعليم الصحة ، الاقتصاد ، عكس رئيس الدولة صلاحياته محدودة .. نحن لسنا نظام رئاسي يتبع النمط الأمريكي أن رئيس الدولة هو نفسه رئيس الحكومة .

الجميع واحد
جدير بالذكر أن الباجي السبسي كان ساوى المرأة بالرجل في الميراث والحقوق والحريات، كذلك ألغى تشريع يعود لعام 1973، كان يمنع زواج المرأة التونسية المسلمة من غير المسلم،