بقلم يوسف ادوارد
ليس لدى القبطي والزملكاوي كثير من الفرص للدفاع عن نفسيهما، يمكنهما أن يجتهدا ويصبرا ويصليا ويسامحا!

فبعد عقود من الوفاء والمعاناة النفسية لمشجعي نادي الزمالك صار فريقهم زعيمًا للقارة الإفريقية، عن طريق كأس الكونفدرالية الذي حصده للمرة الأولى في تاريخه، وعاشت الجماهير فرحة لم تدركها منذ سنوات طويلة. لكن تلك الفرحة انتهت سريعًا –كالعادة- مع خسارة بطولة الدوري في نسختها الـ60 بصدمة كبيرة، بعد أن احتل صدارة جدول الترتيب في أغلب أوقاته، بسبب غريمه التقليدي النادي الأهلي.

وعلى الرغم من اتهام النادي الأهلي بأنه نادي الحزب الوطني، وأن النظام السابق ساعده كثيرا بالدعم المالي وبالنفوذ والضغط السياسي علي الحكام، لكي يفوز ببطولاته المختلفة، مع تاريخ طويل من المجاملات والانحياز، ولكن في الحقيقة ليس بمساندة الحظ!

يقول الصديق ماجد سمير في مقالة (100 عام من حكاوي خطف اللاعبين بين الزمالك والأهلي) إنه قد يصل عُمْر قصص انتقال أو خطف اللاعبين من وإلى الزمالك والأهلي إلى ما يزيد عن مائة عام، بدأت بالملك حسين حجازي الحاصل على لقب (سير) من ملكة بريطانيا العظمي، صاحب أولى حالات الانتقال بين الغريمين؛ فبعد أن فشل الأهلي على مدار عشر سنوات منذ تأسيسه في تكوين فريق كرة قدم 1907، اشترى حجازي وفرقته بالكامل في عام 1917، واستمر مع النادي الأحمر أربع سنوات!

وفي الحالة القبطية يطفو على السطح من الحين والآخر مظاهر اضطهاد للأقباط، كما حدث في ظل حكم الرئيس محمد مرسي، إذ قال البابا لرويترز حينها إن: "هناك شكل من أشكال التهميش والاستبعاد"، وزادت الهجمات على الكنائس والتوترات الطائفية على نحو ملحوظ بعد صعود جماعة الإخوان للحكم عقب ثورة يناير عام 2011 التي أطاحت بمبارك، وكانت هناك مؤشرات على اتجاه بعض الأقباط إلى الهجرة لأنهم يخشون النظام الجديد، وآخرون يسافرون إلى الخارج للدراسة أو البحث عن عمل أو الانضمام إلى أسرهم.

حتى تغير كل شيء بعد 30 يونيو في عهد الرئيس السيسي على كل المستويات، من خلال المحافظة على حرية العبادات، واحترام حقوق الأقباط، وترميم الكنائس التي تعرضت للتخريب على أيدي جماعة الإخوان الإرهابية، ومشاركة الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، ليس هذا فحسب بل أعطى الأمر ببناء كنيسة ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي تعد أكبر كاتدرائية في منطقة الشرق الأوسط، كما يحرص الرئيس على بناء دور العبادة في المدن الجديدة.

قال الفيلسوف برتراند راسل: "ليس للجاهل سوى الحظ، سواء في إخفاقه أو تفوقه"، أما الناجح الحقيقي فلا ينتظر الحظ ليُحمِّله مسؤولية ما يحدث له، وأما اعتقاد أن المحظوظ قد يحصل على ما لم يُقَدَّر له، أو أن حظه قد ينفعه وحده في جلب المحبوب، ودفع المرهوب، فهو باطل قطعًا بالنقل والعقل والواقع.