نيوتن
موضوع سبق أن تناولناه. وبالخطورة بمكان بحيث يجب أن يكون المشروع الأول الذى يجب أن يشارك فيه كل المصريين.

(عزيزى نيوتن؛
سجلت الساعة السكانية وصول عدد سكان مصر لـ 99 مليون نسمة تقريبًا، بزيادة مليون مولود عن الوصول لـ 98 مليون نسمة والذى سجلته الساعة السكانية فى 11 ديسمبر 2018. مصر هى «صين العرب»، وأى خطوات للإصلاح الاقتصادى لن تؤتى نفعًا، إذا لم تضع حدًا لهذه المشكلة الخطرة. فى عام 1978 حولت الصين مسارها إلى الرأسمالية المحافظة، وانفتحت اقتصاديًّا، وحينها كاد يلامس عدد سكانها البليون نسمة، وقبلها بعشرين عاما كان 778 مليون نسمة. شعرت الحكومة أن أى خطوات إصلاحية لنمو الاقتصاد ستذهب هباءً، وأى أرقام جيدة تحققها ستطير مع عشرات الملايين من السكان الجدد سنويًا. كان قلقًا صريحًا من امتصاص النمو السكانى للنمو الاقتصادى. وقبل أن تبدأ تغيير مسارها الاقتصادى، أصابت الصين بقرار شجاع؛ حددت النسل بطفل لكل أسرة فى المدينة وطفلين لأسر الأرياف، وقدمت حوافز مالية للملتزمين بالقرار، وفرضت غرامات على مخالفيه. تطورت البلاد كما نعرفها، عبر عوامل عدة، وعندما استقرت ثانيًا بعد الولايات المتحدة عالميًا، فسحت للأسر لتنجب طفلين فى المدن. هى اليوم 1.4 بليون نسمة، ولو لم تواجه الانفجار السكانى، لبلغت ثلاثة بلايين نسمة على أقل تقدير، ولما وجد رئيسها ما يكفى مأكلهم وتعليمهم وتطبيبهم، ولتراجعت البلاد إلى أدنى قائمة الدول الفقيرة.

تلك الصين، وهذه مصر، ليست فى أحسن حال أمام خطر الانفجار السكانى. عام 1978 كانت 42 مليون نسمة، واليوم تجاوزت المائة مليون نسمة. زاد سكان الصين فى الفترة نفسها 40 فى المائة، فيما مصر سجلت 150 فى المائة. لقد كانت ترى الخطر يتنامى أمامها ولم تواجهه بشجاعة، وحاولت منذ أربعة عقود تنظيم النسل، ولا خلاف بين «تحديد» و«تنظيم» سوى فى التسمية، لتجاوز الحرج الدينى. فشلت القاهرة لعدم صرامتها، ولصعوبة الموقف مع صعود التيار الدينى نهاية السبعينيات. أما الظرف الحالى، فيساعدها على المضى قدمًا إلى تنظيم النسل بقرار حاسم شبيه بالصينى، خاصة أن الرأى العام يشكو من خطورة النمو السكانى المتزايد. صحيح أن هناك برنامجًا توعويًّا مطبقًا اليوم، لكنه لا يختلف عن سابقيه المجربين.

د. محمد إبراهيم بسيونى

عميد طب المنيا السابق)
نقلا عن المصرى اليوم