خالد منتصر
النصب الطبى عبر النت ووسائل الإعلام صار مرعباً وكارثياً، آخر مظاهر النصب الطبى التى عرفتها من رسالة وصلتنى وتأكدت من تفاصيلها، أن هناك إخصائى علاج طبيعى مصرياً كان يعيش فى أمريكا خدع المئات من المصريين ونصب عليهم بما يُسمى الشريحة الإلكترونية.

ويُعلن عبر صفحته الشخصية عن علاج لإصابات الحبل الشوكى بالشريحة الإلكترونية، ومن ثم تكالبت تعليقات المرضى تعليقاً تلو الآخر عن العلاج وكيفية الحصول عليه ومعرفة النتائج والتكاليف، دون أن يسأل مريض واحد عن مصدر الكلام وصحتهِ، تقول الرسالة:

عندما دخلت على صفحته وطلبت منه توثيق الكلام الذى يقوله وأين الروابط التى تَدُل على ذلك، وأين موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على هذا الكلام؟ طلب منى عدم التعليق والنشر على صفحته الشخصية، وظل يوهم المرضى بأن النتائج من 50 إلى 75 بالمائة، وأن تكلفة العملية 90.000 (تسعون ألف) دولار، بعدها تمادى فى الكذب ليُعلن أن العملية تجرى فى بانكوك، وقال هناك بعض الأطباء قدموا من بانكوك وأخذوا فكرة ابتكار العلاج، وطلب من المرضى تفعيل جروب يخص إصابات الحبل الشوكى ليوجد معهم فى الجروب، وبعد إنشاء الجروب وضم مئات المرضى فيه أعلن الدكتور بأنه سيزور مصر وأنه سيقوم بالكشف على المرضى، وبالفعل ذهب الكثير من المرضى للكشف، وكان سعر الكشف 2000 جنيه مصرى، وظل يوهم المرضى بعملية الشريحة الإلكترونية، وأن لديه فريقاً طبياً فى أمريكا ويريد أن ينقل هذه الخبرات إلى بلده ليستفيد منها المرضى، لكن لا بد من موافقة وزارة الصحة على ذلك.

وبعدها قام بالترويج عبر الإعلام، ليوهم الجميع بأن هناك علاجاً بالشريحة الإلكترونية لإصابات الحبل الشوكى.

بعدها ذهب إلى أمريكا ليعود مرة أخرى إلى مصر، وما زال يمارس الكشف والأكاذيب والنصب على المرضى وما زال يعدهم ويُمَنّيهم بعلاج وهمى ليس له وجود ولم تتم الموافقة عليه حتى الآن، وهو إخصائى علاج طبيعى، مع احترامى لإخصائى العلاج الطبيعى الذى لا يتعدى حدود تخصصه، هذا الإخصائى لا توجد له صلة بأى بحث، لا شريحة ولا غير شريحة على الإطلاق، وكيف يتجرّأ على ذلك، وهو ليس بباحث ولا طبيب مخ وأعصاب؟!

يصرخ صاحب الرسالة، قائلاً: وما زالت العشوائية وغياب الرقابة موجودة حتى الآن، ومن يتابع بشغف ما يحدث حول العالم من تطوير لعلاجات إصابات الحبل الشوكى، وما يحدث فى أمريكا فى مركز كيك الطبى بجامعة جنوب كاليفورنيا بلوس أنجلوس عن تطوير علاج بالخلايا الجنينية، وما يحدث فى مايو كلينيك روتشستر، وما يحدث فى جامعة ليوزفيل وما تفعله الدكتورة سوزان هاركيما فى كنتاكى، وما يفعله الدكتور إد ويرث فى الـBioTime، وتجربة SCiStar التى يمولها CIRM، وما يتم تفعيله فى باقى جامعات أمريكا، وما يحدث فى كندا، وما يحدث فى جامعة كوبى فى اليابان مع دكتور أوسامو هونمو، وما يفعله الدكتور هيديوكى أوكانو فى كيو فى طوكيو، وما يحدث فى ملبورن أستراليا، وما يحدث فى معهد التكنولوجيا الفيدرالى فى سويسرا مع الدكتور جريجورى كورتين، بالاشتراك مع الدكتور جاسلين بلوخ فى مستشفى لوزان الطبى، وغيرها من الجامعات فى البلدان الأخرى، سيجد أن كل هذا الجهد فى إطار بحثى معملى، ولم يتلفظ أحد منهم بمثل تلك الجرأة التى يتحدث بها هذا الدجال.

هذا بلاغ إلى وزارة الصحة وإلى كل الجهات الرقابية لإنقاذ المرضى الغلابة من براثن تجار الوهم.
نقلا عن الوطم