فنان الأيقونات القبطية العالمي " عادل نصيف " في حوار لأقباط متحدون

قال الفنان العالمى عادل نصيف ، رسام الأيقونات القبطية بالعديد من الدول الأوروبية ، أن منشأ فن الأيقونات القبطية هو فن مصرى المنشأ ، مستنكرا نسبه لليونان. 

 

و قد كشف نصيف عن أسباب عدم مشاركته فى رسم جداريات كاتدرائية العاصمة الإدارية ، و عن أبرز الدول الأوروبية التى شارك فى رسم جداريات و أيقونات كنائسها الشهيرة

 

جاء ذلك فى حواره ل " اقباط متحدون " والذى جاء كالتالي

:

أنا عادل نصيف من مواليد 20 أكتوبر عام 1962 بمحافظة البحيرة ، حاصل على بكالريوس كلية الفنون الجميلة بالاسكندرية قسم التصوير ، درست الفن القبطى والأيقونة بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة و عضو جمعية فنانى الموزاييك الدولية ، و أعمل بالرسم و الأعمال الحرة فقط

 

فن الأيقونة القبطية هو فن من فنون الرسم ولكن له فكرة روحية ، حيث يجسد شخصيات لها قدسيتها من الأموات و لا يجسد هذا الفن أبدا أى من الشخصيات الأحياء ، فيمكن لفنون الرسم أن تجسد اى شخصية ولكن الأيقونة القبطية تجسد الأموات من القديسين والرسل والشخصيات الدينية المختلفة

 

فكرة الايقونة القبطية منشأها مصرى والدليل على ذلك " بورتريهات الفيوم " والتى كانت توضع على وجوه الموتى تنفيذا لفكرة تعرف الروح على جسد الشخص المتوفى المنتشرة فى ذلك الوقت تحديدا فى القرن الأول قبل الميلاد واستمر للقرن الأول الميلادى

 

ظهر فن البورتريه فى اليونان فى عصر النهضة فى القرن ال14 وال15 ، فيما ظهر فى مصر كما تحدثنا سابقا فى الفرن الاول الميلادى وقبل الميلاد والدليل على ذلك بورتريهات الفيوم ، والفن ابن الأرض ومصر أنتجت ذلك الفن حتى لو تحت حكم يونانى ، والشعوب تعترف بان منشأ ذلك الفن مصرى ولكن الحكومات لا تعترف بذلك

 

للأسف لدينا قصور كبير فى التعريف الاثرى ولا أحد يدافع عن أصل فن الأيقونات القبطية والذى يعتبر أهم زينة للكنائس والجداريات وروح المنشآت القبطية ، فكان لزاما على الكنائس ووزارة الثقافة تبنى تلك المهمة

 

بصفتك فنان عالمى و كنت سفيرا لمصر فى العديد من الدول هل سيكون لديك دور فى تبنى تلك القضية ؟

 

بالطبع أنا ادافع عن تلك المسألة بصفة دائمة و لكن .. شخص أمام فكر سائد وحكومات دول عديدة  لن يكون كافيا ولابد من دعم المؤسسات و الوزارات المعنية 

 

فعلى سبيل المثال لا الحصر كنت منذ أيام قليلة بمؤتمر للأيقونة الأرثوذكسية باليونات وتناولت الموضوع وتحدثت عنه ، و جدير جدا بالذكر أن الشعوب معترفة بأن منشأ ذلك الفن مصرى ولكن الحكومات لا تعترف

 

ملامح السيدة العذراء والسيد المسيح هى أقرب للحقيقة فعلى الرغم من اختلاف الرسوم المتداولة عنهم إلا أنها من النظرة الأولى يتم التعارف عليهم كالسيدة العذراء والسيد المسيح

 

ويتم توجيه أسئلة عديدة عن كيف تناقلت تلك الملامح التى يتداولها الرسامين فى لوحاتهم فالسيد المسيح وقت صلبه طار منديل ليقع على وجهه وتنطبع ملامحه على المنديل والذى كان سببا فى تداول ملامحه فى اللوحات أما السيدة العذراء فكان هناك أحد القديسين يتقن الرسم وهو القديس لوقا ، وقد رسم السيدة العذراء ، وهناك لوحة مرسومة منسوخة من أصل لوحة القديس لوقا وهذه اللوحة محتفظ بها فى روسيا ومعروفة باسم " عذراء فلاديمير " وقد تناقل الرسامين ملامح لوحاتهم منها

 

أستخدم الموزاييك وهو الرسم بقطع السيراميك يتم رسم اللوحات ثم تنفيذها ورفعها بالموزاييك ، أما عن ألوان الأيقونات فهى ألوان التمبرا والمكونة من أكاسيد معدنية ممزوجة بصفار البيض واستخدمها الفراعنة فى تزيين وزخارف التوابيت الفرعونية

 

أشهر الأعمال أتذكر منها خارج مصر أيقونات بكنيسة السيدة العذراء بأمستردام ، و ايقونات وموزاييك بكنيسة الانبا انطونيوس فى بايندهوفن هولندا ، و جدارية سفر الرؤيا بطول 65 متر مربع  بأثينا فى اليونان ، و  كنيستى الشهيد مرقريوس والقديس دميانة بكندا ، و أعمال أيقونات كنائس بريتشموند وفلوريدا وفيريجينيا و تامبا بالولايات المتجدة الأمريكية ، و موزاييك و أيقونات واجهة كنيسة الملاك ميخائيل وموزاييك رحلة العائلة المقدسة لمصر و ايقونات مارى جرجس فى باريس وفرنسا ، و ايقونات مدعومة بماء الذهب بكنائس بدولة الامارات ، كما نفذلت أيقونات كنيسة مار بولس بستوكهولم بالسويد ، و جداريات فى اوترخت و ليواردن بهولندا

 

و عن الاعمال داخل مصر نفذتها فى مصر أبرزها واجهات مطرانية الزقازيق ومنيا القمح و  6 جداريات بدير مارى جرجس ، و ايقونات وموزاييك كاتدرائية مارمينا بكينج ماريوط ، و جدارية قبة كنيسة مارى جرجس بوادى النطرون على مساحة 150 متر مربع و بوابة دير الملاك ميخائيل بأخميم ، و شاركت فى صالون الخريف بباريس مرتين و المعرض الاول للايقونة الارثوذكس فى نيويورك و معرض كارافانا بلندن كاتدرائية سان بول

 

أنا لا ابحث عن الشهرة او الرسم خارج مصر ولكن تم الاستعانة بى حين رأوا ما أقوم به من جداريات وأيقونات للأديرة الكبرى والكنائس المعروفة بمصر

 

فوجئت بإعلان عن مسابقة للمشاركة فى رسم جداريات وأيقونات الكاتدرائية و حذرت من شروطها لافتقادها للمعايير الصحيحة ، و حين لجأوا إلى للمشاركة  طلب منى إنجاز الرسوم بطريقة المقاولة وفى وقت زمنى لا يسمح بالتنفيذ فاعتذرت عن المشاركة

 

ينقصنا كثيرا الوعى وهناك خطر كبير يقابل فن الأيقونات القبطية فى مصر وهو " الإغتراب " أو تداول الملامح الأجنبية واليونانية فى الفن وتناسى أصل الفن بملامحه المصرية الأصلية ، و أنا اعتبر ذلك الخطر بمثابة إختراق لأصل الفن ، كما أنه لابد من تفعيل دور قصور الثقافة بدورها الحقيقى بعيدا عن الروتين ، كما أن الكنائس تحتاج لأن يكون لها دور فى دعم هذا الفن