حمدي رزق
حفلات تخريج دفعات من الكليات والمعاهد العسكرية والشرطية، طقس مصرى حميد، منعشة هذه الأجواء الشبابية الحماسية، أيام طيبة من أيام مصر الطيبة، التخرج بجدارة فى الكليات العسكرية والشرطية رصيد إضافى لمنعة الوطن الغالى.

فيها حاجة حلوة، لوحات وطنية رائعة، وشباب زى الورد المفتح، يؤدّون القَسَم أمام الرئيس، وتقليد أنواط الامتياز، وفرحة ما بعدها فرحة تعم عائلات الخريجين، وزغرودة بطعم السكر المكرر من الأمهات اللاتى أحسنّ التربية، تحس إن مصر فرحانة فى عيون أم تنط منها الفرحة، ما شاء الله تعبت وسهرت وربت وكبرت وقدمت للوطن بطلًا والنجمة الذهبية تبرق على أكتافه.. وأنا أم البطل.

نشد على أيديهم، ونغبطهم على جليل أعمالهم، أعلم مدى حرص مديرى الكليات العسكرية والشرطية على الاحتفاء والحفاوة بيوم التخرج، من أيام الفخار، ويرسمونه بأناة وصبر كلوحة فنية فى برواز قشيب، ويتطلعون إلى هذا اليوم من كل عام، ليزفوا شبابهم إلى الشعب، أقرب لحفل زفاف جماعى بهيج والعروس الجميلة مصر، ويختارون من جواهر التاج أسماء قادة عظام وشهداء مقدرين ليسموا دفعات خريجيهم (دفعة الشهيد عمر القاضى، نموذج ومثال).

بالمثل، لماذا تُحرم أمهات الخريجين فى مختلف الكليات المدنية من بعض هذه الفرحة، لماذا يضن رؤساء الجامعات المصرية على الآباء بعد تعب السنين وحصاد العمر بنظرة حانية، وهم يشهدون حفل تخرج أبنائهم، وتفوقهم فى علومهم، ورئيس الجمهورية يشد على أيديهم، ويحتضنهم، ويقلدهم أنواط التفوق، كما فعل مع نظرائهم فى الكليات العسكرية والشرطية.

قليلا من السعادة والفرحة، هل هناك أجمل من صورة تجمع بين الرئيس وأوائل كليات الطب يرتدون «بلاطِىّ بيضاء» تسر الناظرين، هذا كمثال، وكذا أمثلة، فليخصص الرئيس يومًا للاحتفاء بأوائل الكليات المدنية جميعًا فى جامعة القاهرة، أقدم الجامعات المصرية، ويلتقط الصور التذكارية، وتنقل الاحتفالية على الهواء مباشرة ليفرح كل بيت مصرى كما يفرحون أيامًا مع حفلات التخرج فى الكليات العسكرية والشرطية.

الرئيس لا يفرق أبدًا بين شباب الوطن، الكل فى واحد، يقينًا السعادة التى يشعر بها الرئيس فى حفلات التخرج العسكرية والشرطية ستتضاعف بشباب الأطباء والمهندسين والحقوقيين واللغويين، تكتمل بحفل تخرج كبير فى يوم مضروب من كل عام، يوم من أيام الوطن، نؤسس لطقوسه ومراسمه من هذا العام ليصبح تقليدًا حميدًا يتكرر كل عام، ولأعوام مقبلة بكل سعادة، إن شاء الله.
نقلا عن المصرى اليوم