عبد المنعم بدوى

اليوم الثانى الهام فى حياة نجيب محفوظ ( بمناسبة إفتتاح متحفه فى حى الأزهر) هو:
 
يوم 14 إكتوبر 1994
فى شارع النيل بالعجوزه وتحت شجرة الإكليبتوس العملاقه ، يقف صديق نجيب محفوظ الدكتور فتحى هاشم بسيارته أمام منزله لإصطحابه إلى ندوته الإسبوعيه فى كازينو قصر النيل ... يخرج نجيب محفوظ فى تمام الساعه الخامسه والنصف عصرا متجها إلى سيارة صديقه لتقله إلى مكان الندوه .
 
كان ينتظره شاب يحمل معه مطواه قرن غزال حادة النصل ... فبعد أن أستقر محفوظ داخل السياره ... إنقض عليه الشاب كالوحش ، وقام بغرس نصل المطواه فى رقبته محاولا ذبحه ... تنفجر نافوره من الدماء ، ويهرب الجانى .
 
نقل نجيب محفوظ بسرعه الى مستشفى الشرطه القريبه جدا من منزله ، وبعد يومين نجحت الشرطه فى القبض على الجانى وإسمه " محمد ناجى "
 
إعترف المتهم بأنه أقدم على جريمته ، لأن نجيب محفوظ تعرض للدين الإسلامى فى رواية " أولاد حارتنا " ، وقال إنه لم يقرأ الروايه ، وأضاف بأنه غير نادم على فعلته .
 
سأل أحد الصحفيين نجيب محفوظ عن رأيه فى نجاح الشرطه فى القبض على الجناه ، أجاب : " لقد كسبت الشرطه المعركه ... ولكنى أخشى أن يكون المجتمع كله قد خسر الحرب " .
 
سأذهب أنا والأسره لزيارة متحفه ... لكى نعيش للحظات وسط رواياته زقاق المدق ـ بين القصرين ـ اللص والكلاب ـ السمان والخريف ـ ثرثره فوق النيل ـ ميرامار ـ أولاد حارتنا ـ الكرنك ـ الحرافيش ـ أفراح القبه ـ قشتمر ـ خان الخليلى ...
 
روايات نجيب محفوظ ليست روايات ... إنها حكايات المجتمع المصرى ، وشوقه للعدل والحريه ... حكايات كاشفه لآليات تفكير هذا المجتمع وصراعه ضد الإستبداد والرجعيه 
 
... إنك لاتجد فى روايات نجيب محفوظ إجابات بقدر ماتجد من أسئله ... لذلك فرواياته مرآه صادقه لواقعنا الحقيقى .... رحم الله نجيب محفوظ بقدر ما أسعد جيلنا والأجيال من بعدنا ....