د. مينا ملاك عازر

احتضنت مصر في الآونة الأخيرة، أقصد بالتحديد آخر خمس سنوات، القارة الأفريقية ،وذلك بعد رفع التجميد على عضويتها في اتحاد القارة، بل عادت في هذه السنة لتكون رئيسة للاتحاد ومشرفة على أنشطته، لكن مصر أخيراً ذهبت لظهيرها الأفريقي بكل اهتمامها وأولته كل رعايتها.

فأخيراً، استقبلت مصر في شقها الجنوبي لقاء مع الشباب الأفارقه، وحينها أطلق سيادة الرئيس مبادرته لعلاج مليون أفريقي، مشكور سيادة الرئيس، إذ دوَّل مبادرته لعلاج مئة مليون مصري لتشمل الأفارقه، وكان ذلك في أسوان.
 
ثم انتقلنا لشقنا الآسيوي، ولا بأس في هذا، لنحتضن مؤتمر عن الفساد في أفريقيا، وهنا أنا أثمن على جهود الرقابة الإدارية في مكافحة الفساد، وكبت المرتشين الكبار، لكن ماذا عن المرتشين الصغار؟ وفاسدي الذمم والضمائر كرافضي إطلاق اسم أبانوب شهيداً على إحدى المدارس، وقد سبقه في هذا المضمار اثنين على الأقل، تم رفض إطلاق أسمائهم على مدارس وبالذات مدارس.
 
وأنا هنا لا أعرف فاعليات المؤتمر الأفريقي لمكافحة الفساد، لكن ما أعرفه أن مصر بها فساد كبير حكى عنه سيادة الرئيس مرات ومرات، وتكشف عنه الرقابة الإدارية مرات ومرات، فهل ننقل تجربتنا في الفساد للأفارقة، أظنهم ليسوا بحاجة لهذا فكفاهم ما لديهم، أننا ننقل لهم تجربتنا في مكافحته على مستوى كبار المسؤولين المرتشين وتركه على مستوى المهندس الصغير الذي يترك الإشغالات في المحليات ويعطي أذن بزيادة أدوار المباني لارتفاعات غير مسبوقة وغير مشروعة.
 
وفي سبيل التماهي بين مصر وأفريقيا، أنقذت مصر موقف واستضافت كأس الأمم الأفريقية التي تم افتتاحها اليوم، ونحن طبعاً نستضيفها لنفرح الجماهير، ولنروج لمنتج رياضي إعلامي جديد تحت مسمى تايم، بإعدادات لو تعلمون تكاد تصل لتكون حل لاحتكار الدوري ومشاهدته لحساب جهات ما تريد الاستثمار في الرياضة كما استثمرت في رغبة المصريين في مشاهدة تمثيليات في رمضان وغيره بإطلاق منصات تحتكر الكرة والفن وتخنق المصريين خنقة جانبية جميلة، فتجعلهم مجبرين على استقاء كل رفاهيتهم منهم. 
 
طبعاً احتكار البرامج الكلامية ليس جيد، ده هما حايبوسوا يد المصريين ويتفرجوا على ما هو يتيحوه من سادة أفاضل إعلاميين يعرفون كيف يروجون له؟ لكن المصري مش قابل، طب نعمل إيه؟ نحرمه من التمثيليات والكرة، فيجد نفسه مضطر ليلهي نفسه مع صحابنا دول أو يدفع بقى فلوس ونأخدها لأنفسنا مقابل مشاهدته الكرة والتمثيليات اللي عايزها، والغاوي ينقط بطاقيته، نبقى كده بعنا له الهواء والفن والرياضة ونحتضن كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، وكأننا نهتم بالرياضة مع أنه هو نفس اهتمامنا بالفساد.
 
المختصر المفيد الشعب يأن.