بعد يومين من تحذير وزارة الخارجية المصرية من استمرار أعمال التنقيب التركية قبالة قبرص، لجأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى حلف شمال الأطلسي «ناتو» لتأمين نشاطه «الاستفزازي» في المنطقة.

قال أردوغان في كلمة ألقاها، الاثنين، خلال جلسة لمجلس «الناتو»، إن حلف شمال الأطلسي سيدعم ما اعتبرها «حقوق بلاده» شرق البحر الأبيض المتوسط، على خلفية التوتر بشأن التنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة.

أضاف: «حقوق تركيا لتنفيذ عملية الحفر في البحر ليست قابلة للنقاش (..) نتطلع أن يحترم الناتو حقوقنا»، متابعًا: «ننتظر من أصدقائنا في الناتو التصرف بما يتلاءم مع روح الحلف والقيم التي أسس عليها».

وأعلنت تركيا مؤخرًا عزمها على تنفيذ أعمال تنقيب عن الغاز في مياه شرق المتوسط، التي تعد جزء من المنطقة الاقتصادية الخاصة بقبرص، ما أثار انتقادات شديدة من قبل اليونان والاتحاد الأوروبي ومصر.

من جهتها، أكدت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، السبت، أنها «تتابع باهتمام وقلق التطورات الجارية حول ما أُعلن بشأن نوايا أنقرة البدء في أنشطة حفر غرب جمهورية قبرص».

وحذرت الخارجية في بيانها من «انعكاس أية إجراءات أحادية على الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط»، مؤكدة «ضرورة التزام أي تصرفات لدول المنطقة بقواعد القانون الدولي وأحكامه».

وطالبت اليونان تركيا بالوقف الفوري لأي أنشطة حفر في المنطقة، ووصفتها بغير القانونية، فيما أعرب كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن قلقهما من هذه التطورات، مع دعوة أنقرة للامتناع عن التنقيب.

لكن تركيا رفضت هذه التصريحات، وأكدت، على لسان وزارتي دفاعها وخارجيتها، عزمها تنفيذ عمليات الحفر في المنطقة، معتبرة أنها تمتلك «حقوقا شرعية» للقيام بذلك، انطلاقًا من نفوذها في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص.

حكومة جمهورية قبرص تسيطر على ثلثي الجزيرة، فيما تسيطر إدارة انفصالية مدعومة من تركيا على الثلث الشمالي منها، وتجري قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، عمليات لتطوير حقولها البحرية من الغاز.

المنسقة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، أعربت عن «قلقها الشديد» إزاء اعتزام تركيا التنقيب داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية تحركات أنقرة بالـ«استفزازية للغاية وتخاطر بإثارة التوترات في المنطقة»، وحثت السلطات التركية على وقف هذه العمليات وضبط النفس.