الدريسي: الرسول كان يحاول تنظيم هذه المسألة.. و"دمق": من يقومون بالإفتاء لا يستخدمون المجالات العلمية

 

كتب - نعيم يوسف
 
الحياء في العلم والدين
هناك مثل معروف يقول "لا حياء في العلم ولا حياء في الدين"، وقد تناول الإعلامي إبراهيم عيسى، في برنامجه "مختلف عليه"، المذاع على قناة "الحرة"، مسألة تحريم الحديث عن الجنس.
 
كلمة مطاطة
وقال "عيسى"، إن الحياء عموما كلمة مطاطة جدًا، والحديث عن الجنس إذا كان يليق بنا وبما نقوله لا خدش للحياء فيه، ولكن سفك الدماء والتكفير والتعذيب والخوض في الأعراض، وشيطنة الآخر، في الحقيقة هم الخدش الأكبر للحياء.
 
قصة من التراث
واستشهد "عيسى"، بقصة المغيرة بن شعبة، من دهاء العرب في الجاهلية والإسلام، والذي كان جارًا لأبو بكر، فرآه الأخير يعاشر امرأة، فنادى ضيوفه وتلصصوا عليه، ووشى به إلى عمر، ولكن لم تثبت التهمة عليه، فأمر "عمر" بجلدهم لأن التهمة لم تثبت.
 
الحياة الجنسية في التاريخ الإسلامي
في هذا الصدد، تقول وفاء الدريسي، أستاذة بكليّة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بتونس وباحثة في الحضارة الإسلامية، إن "أكثر شخص كان يتحدث عن الجنس بطريقة عادية هو الرسول" -حسب قولها- وكان استعمال المفردات الجنسية متواترا في هذا الأمر، وكان الرسول يتحدث في الأمور الجنسية بصفته الإنسانية وصفته كرسول.
 
وتابعت الدريسي، أن الرسول كان يحاول تنظيم هذه المسألة، ولذلك كان يقول آراؤه في هذا الأمر، لافتة إلى أن الرسول كان مهتما أيضا بجنسانية النساء، وكان ينصح الرجال بأن يهتموا بإمتاع المرأة، ولكن بعد الرسول تم إغفال هذا الجانب.
 
وأضافت الباحثة في الحضارة الإسلامية، أنه كان هناك اختلاف في ممارسة الجنس مع المرأة الحرة، والأمة، حيث أنه كان هناك تحرر مطلق في إقامة العلاقة، لافتة إلى أن جلال الدين السيوطي، يميز بين ما يُمارس مع المرأة الحرة، والمرأة الأمة، موضحة أن "السيوطي" كان ينبه لأهمية الجنس في حياة الرجل والمرأة، وكانت نوعا من التثقيف الجنسي لما فيه من سعادة للإنسان.
 
استخدام الطب والعلم
أما رؤوف دمق، أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، في اختصاص الحضارة العربية الإسلامية، فيرى أن الإنسان يريد فتوى تطمئن بها نفسه حتى في أدق تفاصيل الحياة الجنسية، والشخص المسلم ما زال يعيش في حيرة.
 
وشدد "دمق"، على أن من يقومون بالإفتاء لا يستخدمون المجالات العلمية والطبية الحديثة، مشيرا إلى أنهم لا يستخدمون الطب في مسألة تحديد "عدة" النساء، ولكن يستخدمونه فقط عند تحريم المثلية الجنسية.