لست ضد الرقص إطلاقاً.. لكن الرقص أيضاً له ضوابط وآداب وقواعد.. هل يعقل أن تكون الراقصة أكثر حشمة من هوانم الساحل؟.. مباحث الآداب يبدو أنها لا تذهب إلى هناك.. لا تعرف الطريق.. لا تدخل مناطق التجمعات.. سواء قرى سياحية أو مناطق شعبية.. الأفراح الشعبية أيضاً خارج التقاليد.. نساء يرقصن بالهوت شورت.. ورجال «مغيبون» عن الوعى!

ففى حفل خارج كل القواعد، كانت هوانم الساحل يرقصن بالمايوه البكينى.. كان المايوه قطعتين صغيرتين.. كان الرقص أشبه بالاستعراض الكبير مع صافيناز، أيهما تكسب تصفيق الحضور.. كانت كل إشارات صافيناز كاشفة عن «حالة استغراب» بلا حدود.. كأنها تقول: طيب أنا جيت هنا ليه؟.. واحدة ترقص طوال الوقت على المسرح.. تفعل كل شىء «شبه عارية» تماماً!

وأعتقد أن متعهد الحفلات لم يعرف كيف يتصرف؟.. وقف يشاهد بشىء كثير من الدهشة.. دخلت أخرى ترقص بالكاش مايوه.. لم تنزل بعد دقيقة أو دقيقتين.. كأنها حفلة كاملة.. أرادت كل واحدة أن تقدم نفسها لمجتمع الفن.. وكأنها تبدى استعدادها وجاهزيتها لأداء أدوار يطلبها الشباك.. راحت صافيناز تضرب كفاً على كف.. كانت تلبس طبقاً لشروط الرقص الشرقى!

فهناك حركات تؤديها الراقصات أحياناً باستخدام المؤخرة.. يسترها فى هذه الحالة رقائق من القماش، ضمن بدلة الرقص.. الهانم لم يكن هناك ما يستر «مؤخرتها».. كانت ترقص بالمايوه البكينى.. سواء وهى تتمايل للأمام، أو وهى تتمايل للخلف.. تؤدى حركات مثيرة جداً للغرائز.. التعليقات على الفيديوهات كانت تحت عنوان «الساحل مولع»، والرجال يصفقون!

فهل مباحث الآداب تلاحق الراقصات فقط؟.. هل تتعامل مع «صاحبة الرخصة»، ولكن لا تتعامل مع اللاتى يرقصن بلا رخصة؟.. هل تنظر إلى الموقف على أن الناس عاوزة تفرح؟.. لاحظ أننى لا أتحدث عن الرقص ممنوع أم مسموح.. ولا أتحدث عنه عيب أم حرام.. وليس عندى حقد طبقى.. أتحدث عن القواعد والضوابط وآداب الرقص، العملية مش أى كلام والسلام!

صحيح أن «بدلة الرقص» لا تستر.. وصحيح أن الجمهور الذى دفع تذكرة الراقصة يحبها من حيث هى بلا بدلة ولا أى شىء.. لكن هذه الواقعة التى تملأ فضاء الإنترنت كانت تقول كلاماً آخر.. كانت تقول إن الرقص الشرقى لا يصح أن يكون بالمايوه البكينى.. وكانت تقول إن الراقصة كانت أكثر حشمة.. وكانت تقول إنها استغربت هذا الأداء تحت كاميرات الآى فون!

لست معقداً، ولا من بتوع الحسبة.. فقد أحببنا سامية جمال وتحية كاريوكا وسهير زكى.. أحببنا فيفى عبده.. لم ترقص أى منهن بالمايوه البكينى.. صافيناز نفسها كانت محتشمة.. فى الوقت الذى كان الهوانم يرقصن بالمايوه البكينى.. وأخيراً: لماذا لم تعد النساء تخشى الكاميرات؟!
نقلا عن المصري اليوم