ايمن منير
جناب الاب الحبيب القمص مرقص عزيز كتب يقول:
قراءت عن حديقة زهور تتميز بجمال وروعة ازهارها بدرجه فائقه كما انها نادرة الوجود.. ولذلك كان صاحب الحديقه يسمح بفتره معينه لهواة الزهور لزيارتها وتفقد تلك الحديقه.. وكان يحيط بها سور ضخم يحميها من اللصوص..وذات يوم جاء احد هواة الزهور ووقف خارج باب الحديقه يتمتع من خلال الباب الحديدى بروئية الزهور العجيبه التى قلما يرى الانسان مثلها.. وبعد فتره من الزمن جاء حارس الحديقه وامسك بالباب فساله ذلك الشخص الواقف خارجا:هل جئت لتفتح الحديقه فيمكننى الدخول.. فاجاب الرجل :لا بل جئت لاغلقها.. فلقد كان الباب مفتوحا طوال الساعات الماضيه ولو كنت دفعته باحد اصابعك لانفتح امامك.. فحزن الرجل جدا على فرصه عظيمه كانت امامه وفى يده وهوا اضاعها لعدم معرفته بامر الباب المفتوح
 
صديقى:بلا شك هناك امورا كثيره نتطلع اليها ولا نستطيع تحقيقها..حيث نقف خارجا..ومع كثرة الابواب المغلقه على الارض نظن ان كل الابواب مغلقه.. ولكن هذا خطاء يا عزيزى .. فهناك باب مفتوح ف السماء" رؤ1:4 .. هذا الباب المفتوح يعطى رجاء لكل نفس متعبه ومتضايقه ويحاربها عدو الخير بقطع رجاءها.. ولكن ما اجمل ان يستمع الانسان وسط ضيقته لصوت الرب ياخذ بيده قائلا:
 
هانذا قد جعلت امامك بابا مفتوحاولا يستطيع احد ان يغلقه رؤ8:3
ان الباب المفتوح ف السماء لمن يعرف ذلك يجعل الانسان يرى الامور المظلمه هنا من خلال وجهة نظر السماء.. وحينئذ سيراها مشرقه لا مظلمه
 
ما اجمل قول احد الحكماء:
ان السحب ليست قاتمه الا لمن ينظر اليها من اسفل..اما الذى يحلق فوقها بالطائره وينظر اليها من اعلى فلن يرى الا سحبا بيضاء..كذلك ظروفنا السيئه لو نظرنا اليها من اعلى
 
هذا الباب المفتوح ف السماء راه يوحنا وهو فى ضيقته منفيا فى جزيرة بطمس: رؤ 9:1
فتعزى تعزيه كبيره مما يعطى رجاء وتعزيه وتشجيعا لكل من يجتاز تجربه فى عمله او خدمته..فى صحته او فى بيته.. الخ
 
فمثلا قد يعاديك انسانا يطلب ايذائك بكل الطرق. انظر ايها الحبيب لشخص داود تجد فيه ذلك الباب المفتوح فى السماء.. ففى قصة معاداة شاول الملك له كُل الرجاءلمن يُعادى ويُطارد من غيره.. فلقد بدت الابواب الارضيه كلها مغلقه امام داود.. فمن سلطان شاول وقسوته الى كراهيته وتتبعه له بكل الحيل والطرق.. ولكن ماذا يفعل شاول ان فتحت السماء بابا لداود ليعيش حتى يتوج ملكا وتتحقق فيه مشيئه الرب..ثم من معاداة شاول الى خيانة ابشالوم.. هذا وذاك وغيرهم كثيرون وكثيرون حتى قال داود
 
"يارب لماذا كثر الذين يحزنوننى.كثيرون قاموا على .كثيرون يقولون لنفسى ليس له خلاص بالهه"
مز 3 .. بل وصل به الامر ان قال" اكثر من شعر راسى الذين يبغضوننى بلا سبب مز 4:69
 
لقد ذهب كل اعداءه وبقى هو يمجد الله الذى جعل امامه بابا مفتوحا فى السماء لانقاذه.. وهو يشبهه باب ارميا النبى الذى قيل له" يحاربونك ولا يقدرون عليك لانى انا معك يقول الرب لانقذك" ار 19:1
 
ولكن لعل اعجب من هذا وذاك ذلك الباب المفتوح ليعقوب الذى وضع عيسو فى قلبه ان يقتله فقال "اقوم واقتل يعقوب اخى " تك 41:27
 
ولكن الله طمان يعقوب بواسطة حلم السلم على انقاذه
فانظر ماذا قال الكتاب
 
"ركض عيسو للقائه وعانقه ووقع على عنقه وقبله وبكيا"تك 4:33
عجيبه حقا حلول الرب وابوابه التى يفتحها امام اولاده.. نعم فالكتاب يقول:"اذا ارضت الرب طرق انسان جعل حتى اعداءه يسالمونه" ام7:16
 
يقول قداسة البابا"حقا ان الله يستطيع ان يغير المواقف والقلوب