رغم أن وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستين نيلسن، تبنت سياسات الرئيس دونالد ترمب التي توصف بالمتطرفة ضد الهجرة، لكن هذا لم يشفع لها البقاء في منصبها، التي أُعلن أنها ستغادره الأربعاء، بعدما شغلته منذ ديسمبر 2017.

 
وتأتي الإستقالة الإجبارية، في إطار "سياسة صارمة للهجرة" وضعها مساعد ترمب ستيف ميلر الذي وصف في تحليل نُشر على موقع محطة سي أن أن الأحد بـ "سيئ السمعة"، لتبنيه خطابا معاديا ضد المهاجرين، عرف به منذ مراحل دراسته الثانوية، حيث اعترض على إعادة بث الإذاعة الصباحية باللغة الإسبانية، ودخل الإعلام قبل سنوات عبر الدفاع عن مغتصبي امرأة سوداء.
 
وقال مسؤول في إدارة ترمب من دون أن يكشف عن اسمه لمحطة سي أن أن الأحد "أن الوزيرة صارت في وضع لا يطاق، فالرئيس يطلب منها تبني سياسات وإتخاذ قرارات متطرفة ضد الهجرة من المستحيل تطبيقها".
 
ووصف الرئيس الأميركي في كلمة ألقاها أمام تجمع لليهود الجمهوريين طالبي اللجوء في بلاده "بأنهم مجرمون محتالون"، في تصريح أحدث غضبا عارما وسط خصومه من الديموقراطيين.
 
ونقل موقع بولتيكو الإخباري عن ثلاثة مصادر في الإدارة الأميركية قولها إن ميلر (33 عاماً) لعب دورا رئيسيا في إقالة وزيرة الأمن "وأنه يشعر بالإحباط الشديد من عدم إحراز أي تقدم بشأن حملة ترمب بشأن الهجرة"، والتي يراهن سيد البيت الأبيض أن نجاحها سيزيد من دعم قاعدته الانتخابية له وفوزه بولاية ثانية عام 2020.
 
وذكروا "أن المستشار الشاب يلعب دوراً أكثر عدوانية من وراء الكواليس لإحداث تغيير هائل في الإدارة، لتحقيق أهداف رئيسه المتعلقة بالهجرة".
 
وجاءت الإجراءات غير المتسامحة التي اتخذها ترمب ضد المهاجرين غير الشرعيين، وفي بعض الحالات الشرعيين، بنتائج عكسية، إذا وصل  عدد الذين عبروا  حدود البلاد الجنوبية منذ وصوله البيت الأبيض إلى معدلات غير مسبوقة  منذ 12 عاما، إذ تم في  شهر فبراير الماضي توقيف 36 ألف عائلة، وفقاً لأرقام رسمية.
 
وكسر ميلر الذي كان أحد اللاعبين الرئيسيين وراء الدعوة لحظر دخول المسلمين إلى البلاد،  التقاليد خلال الأيام الماضية، إذا اتصل بمسؤولين من المستوى المتوسط ​​في العديد من الإدارات والوكالات الفيدرالية وطالبهم "بغضب بأن يبذلوا المزيد من الجهد لوقف تدفق المهاجرين إلى البلاد "، وفقًا لما قاله شخصان على دراية بالمكالمات، لموقع بولتيكو.
 
وهي الخطوة التي اعتبرت بأنها بمثابة تهديد وتخويف للمسؤولين هؤلاء. 
 
وقالت محطة أي بي سي في تقرير نشرته على موقعها الأحد، إن ترمب سيذهب بعيدا خلال الفترة المقبلة في محاولاته لإتخاذ سياسات هجرة أكثر صرامة، في محاولة "لضمان ولاء مؤيديه في الانتخابات الرئاسية المقبلة".
 
ولاحظت أن "الرئيس انسحب من صفقات عدة مع الديمقراطيين في قضايا تتعلق بالهجرة كان من شأنها أن تخفف الأزمة على الحدود الجنوبية"، مرجحة "أن ترمب تراجع عن عقد هذه الصفقات  لأنه كان يخشى رد فعل عنيفا من مؤيديه وبينهم أولئك الذين يظهرون في وسائل الإعلام المحافظة".
 
وكان ترمب جدد الأحد تهديده بإغلاق الحدود مع المكسيك، وهي الخطوة التي لو اتخذها ستفتح النار عليه حتى من قيادات حزبه في الكونغرس، إذ حذره الأسبوع الماضي في تصريح صحافي ماتش ماكومنيل زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ "من أن الإغلاق سيؤدي إلى نتائج كارثية على الاقتصاد الأميركي".