بعد أكثر من 4 أشهر من القبض على ملك الكاشف، الفتاة المتحولة جنسيًا، وحبسها احتياطيًا على ذمة التحقيقات على خلفية اتهامها بالانضمام والمشاركة في جماعات أنشئت خلافا لأحكام القانون، قررت نيابة أمن الدولة العليا، أمس، إخلاء سبيلها.

قصة ملك الكاشف، التي جددت النيابة حبسها احتياطيًا عدة مرات، خلال الأشهر القليلة الماضي، بدأت قبل أكثر من عامين، حين انتشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية قصة الشاب "مالك"، ليحكي عن معاناة 5 سنوات تحول بعدها إلى فتاة تدعى "ملك".

الفتاة وفقًا لما كتبته على حساباتها الشخصية، رفض أهلها إجراء عملية جراحية لتحويلها إلى أنثى، حين كانت في الـ13 من عمرها، لتعمل في "كوافير" بحي شبرا، في محاولة منها للاستقلال المادي، وتخوض رحلة طويلة نحو الوصول إلى جنس الأنثى وتصبح عابرة جنسية.

قصة ملك الكاشف عادت للظهور من جديد في شهر مارس الماضي، بعد أنباء تداولها مقربون منها، عن القاء القبض عليها، متخوفين من احتجازها في زنزانة للرجال، حيث أنها امرأة وليست رجلا، لتؤكد الأجهزة الأمنية أنها ألقت بالفعل القبض على ملك الكاشف بمنطقة الأزبكية، لاتهامها بالتحريض على التظاهر، وحبسها في زنزانة انفرادية.

ومرت ملك الكاشف صاحبة الـ19 عاما بعدة مراحل في رحلة التحول جنسيًا من "مالك" إلى "ملك"، روتها  في مقابلات تلفزيونية، وأيضًا من خلال تدوينة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، منذ عامين، عرضت فيه صور لمراحل تحولها، وعلقت عليها.

وقالت ملك عبر حسابها عن بداية رحلتها حين كانت شاب يدعى مالك: "وقتها سيبت البيت لأول مرة لأن أهلي رفضوا إني أقعد معاهم وأنا بقولهم إني بنت، عشت 9 شهور في الشارع وكنت بشتغل في كوافير في شبرا بـ40 جنيها في اليوم، وبنام في جنينة في المظلات تذكرة دخولها خمسة جنيه".

معاناة ملك استمرت حين حاولت أن تبدو كالفتيات في سن الـ14 عامًا، والتي تعرضت فيها للضرب في الشارع والبيت والمدرسة بسبب استخدامها لمساحيق تجميل الوجه كالفتيات "وفي يوم اتضربت من 42 طالبا في الفصل، وهم بينعتوني بأبشع الألفاظ".

مراحل أخرى مرت بها ملك في رحلتها، أبرزها دخولها مصحة نفسية على يد أهلها، قبل أن تهرب منها وتترك المنزل نهائيًا، وإجراء عدة عمليات جراحية والمرور بعلاج هرموني، حتى أصبحت قادرة على التعامل مع المجتمع كأنثى.

عقب القبض على ملك الكاشف في مارس الماضي، جددت النيابة حبسها عدة مرات على سبيل التحقيقات، كان أولها عقب حبسها انفراديا لمدة 15 يوم في نفس الشهر، ثم جددت حبسها مرة أخرى في شهر أبريل، وهو الأمر الذي تكرر في الأشهر التالية حتى قرار الإفراج عنها.