د. مينا ملاك عازر
أكتب هذه السطور وأنا لا أعرف إن كان موعد نشرها سيتزامن مع ثاني أيام العيد أم مع أوله، أتمنى أن يكون مع أوله لألا أكون متأخراً للتعييد على كل أحبائنا المسلمين بمناسبة عيد الفطر المبارك، وأتمنى أنه لو كان ثاني أيام العيد أن يقبلوا مني العذر، فقد اضطررت الكتابة عن عشماوي، آملا أن يقف معي الفلك ليكون اليوم هو أول أيام العيد، جامعاً بين المعايدة عليكم، وهو أمر يسعدني، والكتابة عن أمر يشرفني ويبهجني ومن الضروري الكتابة عنه، وهو أن عشماوي الإرهابي في قبضة يد مصر.
 
اسمحوا لي أن أهنئ وزير التربية والتعليم طارق شوقي برغم قناعتي بأن ليس بالتابليت وحده يحيا الإنسان، وأنه ليس ضرورة الآن بالمقارنة بضرورة تطوير وتغيير المناهج وتنقيحها مما علق بها من شوائب كارثية ومؤذية ومؤسفة على مدار الزمان، لكنه وإن أخفق بسبب عوامل خارجية كضعف شبكات الانرنت التي تدفع الملايين في الإعلانات، وتفشل في إيجاد تغطية محترمة تليق بإعلاناتها، وجباياتها التي تجبيها من جيوب المصريين حتى أنها لا تتحمل مطلقاً بمليم واحد من الضرائب المفروضة عليها، بل تأخذها رأساً من المواطن الغلبان المضطر لها، وسبب فشله الثاني يرجع لأنه اتخذ قرار ليس من الأولويات، فلم يكن مستعد لقراره هذا وتنفيذه، فسقط السيستيم غير مرة، وسقطت كثير من الاختبارات.
 
معايدة أخرى، وتهنئة للقلب لمستشفى خمسمئة خمسمئة لأنها استطاعت أن تقدم إعلان قوي يدفع الجميع للوقوف وراءها، ليس هي فقط ولكن أيضاً مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، وتحية لمنفذي الإعلان رغم قسوته لكنه حقاً مؤثراً.
 
تهنئة ومعايدة لكل مصري استطاع أن يصوم عن مسلسلات رمضان بكل إسفافها وجيدها، وعزف عزفاً قاطعاً باتراً عن أن يقع في ورطة التتبع واللهث وراء فواصل من الإعلانات الطويلة والمملة والسخيفة في كثير من الإعلانات، لالتقاط مشهد أو مشهدين من مسلسل إما بذيء أو مبتذل أو منقول اللهم إلا فيما ندر.
 
أهنئ رجال مصر الشجعان الذين وقفوا وراء الزمالك يشجعونه صائمين وغير مبالين بتلك الترهات التي يثيرها الإعلام الأحمر لإلهائهم وتشتيت ذهن اللاعبين عن البطولة بأفكار عن الدوري الذين يكادوا ينسحبون منه اليوم وقت كتابة تلك السطور، وربما لا ينسحبون إذا فلحوا بطرقهم المعتادة في إيقاف قطار الزمالك الجاد في حصد البطولات، بدليل ما رأيناه من نزف للدماء من لاعبيه برغم ذلك استمروا في القتال لآخر لحظة.
 
تهنئة خالصة لكل من طغى وبغى وظلم وظن أنه في مأمن من قضاء عادل إلهي يقتص من كل ظالم لكل مظلوم، فأوقف المرتشين والفاسدين المحميين من الظالمين في وقت مناسب، وحرمهم من أسعد لحظات حياتهم، وأصبح سجلهم ملطخ بنقطة سوداء تذكرهم بظلمهم الذى نجوا به، ومن حسابه يوماً ما لأنهم أتوا على المستضعفين.
 
المختصر المفيد تحية واجبة لأهل مصر الذين يصمدون رغم الغلاء والبلاء ويحبون بلادهم وأوطانهم.